في عملية أمنية نوعية، أعلنت الإدارة العامة للأمن الوطني اليوم الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024، عن تفكيك شبكة دولية مختصة في تهريب المخدرات وغسيل الأموال، في قلب العاصمة التونسية، تحديدًا بمنطقة باردو. هذه الشبكة التي امتدت أنشطتها عبر الحدود، تبرز كيف أصبحت تجارة المخدرات منظمة ومتشعبة بفضل تقنيات حديثة وأساليب خادعة.
مقالات ذات صلة:
تفكيك شبكة لترويج المخدرات في قصر السعيد وحجز كميات هامة من المواد المخدّرة
الحرس الوطني بصفاقس يحبط عملية ترويج مخدرات ويضبط 6 متهمين وكميات من الكوكايين
تفاصيل العملية الأمنية
بداية الخيط كانت مع القبض على أحد العناصر بحوزته 33 كبسولة من مخدر القنب الهندي، في عملية نفذتها فرقة الشرطة العدلية بباردو بدعم من إدارة شرطة النجدة وإدارة الدعم والإسناد. وبعد تحقيقات معمقة، تم التعرف على مزودين رئيسيين ضمن الشبكة، من بينهم امرأتان وطفل قاصر يحملون جنسيات أجنبية ويقيمون في نزل بالعاصمة.
الأرقام المثيرة:
280 كبسولة من القنب الهندي: تم حجزها بعد مداهمة شقق المشتبه بهم.
13 موقوفًا: بتهم تشمل تكوين عصابة دولية، ترويج المخدرات، وغسيل الأموال.
مبالغ مالية ضخمة: تم ضبطها كمؤشر على عمليات الغسيل المالي الواسعة.
تورط وكالات وشخصيات بارزة
أظهرت التحقيقات أن الشبكة تضم عناصر من مستويات مختلفة:
موظفون في وكالة سفر كانوا يقتطعون تذاكر للمهربين، مما يثير الشبهات حول تغلغل هذه الشبكات في المؤسسات القانونية.
صاحب مطعم متورط في غسيل الأموال من خلال استغلال نشاطه التجاري كواجهة لتمرير الأرباح غير المشروعة.
أفراد يستخدمون تقنيات حديثة لتحويل الأموال إلى عملة رقمية تُنقل لاحقًا للخارج في معاملات يصعب تتبعها.
طرق تهريب مبتكرة
أحد الأساليب الأكثر إثارة للدهشة كان قيام المتهمين بابتلاع كبسولات القنب الهندي كوسيلة لتهريبها عبر الحدود، وهي طريقة خطيرة تظهر مدى استعداد الشبكة للمخاطرة.
البعد الدولي للجريمة
التحقيقات كشفت أن الشبكة ليست محلية فقط، بل تتصل بشبكات دولية مختصة في:
تهريب المخدرات: باستخدام مسارات تهريب متداخلة تشمل الطيران والنقل البحري.
تدليس الوثائق: مثل جوازات السفر الأجنبية التي تسهل حركة العناصر المتورطة.
المعاملات الرقمية: بتوظيف العملات المشفرة كأداة لغسيل الأموال وتهريبها خارج الحدود.
النيابة العمومية تتحرك
أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس بالاحتفاظ بـ 13 شخصًا وإدراج آخرين بالتفتيش، مع توجيه تهم تشمل التورط في تجارة المخدرات، تكوين عصابة دولية، وغسيل الأموال.
رسالة حازمة ضد الجريمة المنظمة
تعد هذه العملية الأمنية رسالة واضحة بأن الأجهزة الأمنية التونسية في مواجهة مباشرة مع شبكات الجريمة المنظمة، محليًا ودوليًا. الكشف عن هذه الشبكة يسلط الضوء على خطورة هذه الظاهرة، لا سيما مع استخدام التكنولوجيا الحديثة لتوسيع دائرة الأنشطة الإجرامية.
تتطلب هذه القضايا تكاتف الجهود الوطنية والدولية لتفكيك مثل هذه الشبكات وإحباط مخططاتها التي تهدد الأمن والاستقرار.