شهدت مدينة البندقية الإيطالية، يوم الإثنين 10 مارس 2025، حادثة مأساوية تحوّلت إلى قصة بطولة وإنسانية، عندما تدخل عسكري أوكراني في إجازة لإنقاذ حياة شاب تونسي تعرّض للطعن في قلب المدينة التاريخي.
مقالات ذات صلة:
رسمياً: ترخيص العمل الليلي وأيام الراحة في رمضان لتأمين سهرات تونسية استثنائية!
في الوقت القاتل.. النادي الإفريقي يحسم قمة الجولة أمام الملعب التونسي!
المنتخب التونسي يستعد لحسم قائمة اللاعبين لمواجهتي ليبيريا والمالاوي في تصفيات كأس العالم 2026
تفاصيل الحادثة المروّعة
وقع الاعتداء بالقرب من جسر "بونتي دي زوغاتولي"، غير بعيد عن جسر ريالتو الشهير، حيث اندلعت مشاجرة عنيفة بين شابين انتهت بقيام أحدهما بطعن الآخر بسكين في الفخذ والذراع، قبل أن يلوذ بالفرار نحو "كامبو دي ميراكولي"، تاركًا الضحية ينزف على الأرض في حالة حرجة.
تدخل بطولي أنقذ حياة الضحية
في لحظة فارقة، كان العسكري الأوكراني يانيس تيريشتشينكو من بين المارة، ولم يتردد في التدخل لإنقاذ الشاب التونسي. وبفضل حقيبة الإسعافات الأولية التي كانت بحوزته، تمكّن من السيطرة على النزيف وإنقاذ حياة الضحية.
وقال تيريشتشينكو لوسائل الإعلام:
"كان الشاب شاحب الوجه ويفقد الكثير من الدماء. لاحظت أن البعض يحاولون عمل رباط بوسائل بدائية، فتدخلت على الفور، طبقتُ رباطًا محكمًا وطلبت من المتواجدين مساعدتي بتوفير الماء والقفازات."
وقد ساعدت سرعة استجابته ومهاراته الطبية في إبقاء الشاب على قيد الحياة حتى وصول فرق الإسعاف، حيث تم نقله إلى مستشفى "ديل أنجلو" في ميستر وخضع لعملية جراحية طارئة.
تكريم رسمي للبطل
ولم تمر هذه البطولة مرور الكرام، حيث حرص عمدة البندقية، لويجي بروغنارو، على لقاء تيريشتشينكو شخصيًا بمقر البلدية "كا فارسيتي" ليشيد بشجاعته ويكرّمه بوسام شرف.
وقال العمدة خلال التكريم:
"ما قام به يانيس هو مثال يُحتذى به في الشجاعة والتضامن. إنه رمز للإنسانية التي تتجاوز كل الحدود. نقدم له خالص شكرنا وامتناننا."
وحظي العسكري الأوكراني أيضًا برسائل دعم واسعة، عبّرت عن تضامنها معه ومع شعبه الذي لا يزال يعاني من ويلات الحرب.
حالة الضحية والتحقيقات جارية
الشاب التونسي، الذي لم يتم الكشف عن هويته بعد، يخضع حاليًا للمراقبة الطبية ويُنتظر أن يستعيد عافيته تدريجيًا.
من جهتها، تواصل السلطات الإيطالية تحقيقاتها المكثفة لتحديد هوية الجاني، حيث قامت الشرطة بجمع الأدلة من مسرح الجريمة واستجواب الشهود.
رسالة إنسانية تتخطى الحدود
هذه الحادثة المأساوية، التي كادت أن تودي بحياة شاب في مقتبل العمر، تسلّط الضوء على أهمية التصرف السريع والمعرفة بالإسعافات الأولية، وتؤكد أن الإنسانية الحقة لا تعترف بالجنسيات ولا الصراعات.
وبفضل شجاعة رجل واحد، تم إنقاذ حياة بريئة كانت على وشك أن تزهق في لحظة غدر.
