في أمسية ثقافية متميزة، احتضنت دار الثقافة ابن رشيق لقاء حواريا موسيقيا احتفاء بشهر التراث، تحت شعار "تراثنا... رؤى تتطور... تشريعات... تواكب"، وقد شارك في هذا الحدث الثري ثلة من الأكاديميين والفنانين، الذين أضفوا بلمساتهم الخاصة عمقا وثراء على النقاشات والمداخلات.
وتزامنا مع شهر التراث في دورته الثالثة والثلاثين، نظم المعرض الشخصي للفنان التشكيلي محمد بن الهادي الشريف، الذي قدم من خلال ريشته الساحرة رؤية فنية فريدة للتراث اللامادي، وقد عكست لوحاته وأعماله الفنية براعة في المزج بين الأصالة والحداثة، حيث قدم التراث برؤية معاصرة، تجمع بين الجمالية الفنية والاحتفاء بالتاريخ والهوية.
"الثقافة اللامادية والتراث: لوحات... وصور وابتكار"، كان هذا هو الشعار الذي تم رفعه في المعرض، والذي تجلى في جملة من الأعمال التي مزجت بين الألوان والخطوط والصور، لتخلق عالما فنيا يلامس شغاف القلب ويحاكي العقل، وقد نجح المحتوى في تقديم تراث بلاده بطريقة مبتكرة، تبرز غنى وتنوع الثقافة التونسية الأصيلة.
كذا شهد اللقاء الحواري الموسيقي مشاركة أكاديميين متخصصين في مجال التراث والموسيقى، إلى جانب فنانين وموسيقيين قدموا رؤى وتجارب مختلفة، وناقش الحضور أهمية تطور الرؤى والتشريعات المتعلقة بالتراث لتواكب العصر الحديث، مع الحفاظ على الأصالة والقيمة الثقافية التي تميز كل بلد.
كما تم التطرق إلى دور الفن والفنانين في الحفاظ على التراث ونقله للأجيال القادمة، وأهمية الابتكار والإبداع في تقديم التراث بشكل معاصر وجذاب، وقد أجمع المشاركون على أن التراث هو أساس الهوية الثقافية لأي أمة، وأنه يجب العمل على صونه وحمايته من الاندثار، مع أهمية تطوير التشريعات والقوانين التي تضمن ذلك.
لقد كان هذا الحدث الثقافي تجسيدا حيا لأهمية التراث في بناء الهوية الوطنية، وأبرز دور الفن والأكاديمية في الحفاظ على هذا الإرث الثمين، فمن خلال مثل هذه اللقاءات الحوارية، نضمن استمرارية التراث وتطوره، ليواكب رؤى وأفكار الأجيال القادمة، مع الحفاظ على أصالته وجوهره.
إيمان مزريقي