في ليلة لا تُنسى من ليالي أريانة، تجمع جمهور عريض لمشاهدة العرض المسرحي "المهفات"، ضمن فعاليات الدورة الثامنة عشر لمهرجان أريانة. هذه المسرحية التي جمعت بين الضحك والفكاهة والنقد، أثبتت مرة أخرى قوة المسرح في معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية بطرق إبداعية وممتعة.
أجواء من الضحك والنقد البناء
منذ اللحظة الأولى، نجح فريق "المهفات" في إدخال الجمهور في جو من الضحك المستمر والنقد اللاذع، حيث تناولت المسرحية جوانب من الحياة اليومية بقالب كوميدي ساخر. بفضل الأداء المميز للممثلين لمين النهدي، رياض النهدي، محسن بولعراس، وعبد القادر دخيل، كانت كل لحظة على خشبة المسرح مليئة بالطاقة والإبداع.
دعم للقضية الفلسطينية
ولم يقتصر العرض على الفكاهة فقط، بل كانت له أبعاد إنسانية وسياسية، حيث عبر الممثلون عن دعمهم القوي للقضية الفلسطينية. هذا الموقف النبيل أثار تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، الذي أظهر بدوره تضامنه مع هذه القضية العادلة، مما أضاف بعدًا جديدًا للعلاقة بين المسرح والجمهور.
تفاعل جماهيري غير مسبوق
شهد العرض تفاعلًا غير مسبوق بين الممثلين والجمهور، حيث لم تقتصر المشاركة على الضحك والتصفيق فقط، بل امتدت لتشمل مداخلات ومواقف تفاعلية عززت من روح التواصل والحيوية التي سادت قاعة العرض.
نص مشترك وإدارة فنية
يجدر بالذكر أن "المهفات" هو نتاج نص مشترك كتبه الممثلون بأنفسهم، مما أضفى على العرض لمسة فريدة من الإبداع الشخصي والتعبير الذاتي. وقد تولى لمين النهدي الإدارة الفنية، مما ساهم في تقديم عمل متكامل ومتميز على كافة الأصعدة.
الختام بتصفيق حار
وفي ختام العرض، وقف الجمهور ليحيي الممثلين بتصفيق حار استمر لعدة دقائق، تعبيرًا عن تقديرهم للأداء الرائع والرسالة العميقة التي حملتها المسرحية. كانت "المهفات" بحق تجربة مسرحية فريدة تضاف إلى سجل النجاحات التي حققها مهرجان أريانة على مدار سنواته الثمانية عشر.
بهذا العرض، أثبت مهرجان أريانة مرة أخرى أنه منصة للفن الراقي والرسائل الإنسانية النبيلة، وأن المسرح يظل أحد أهم وسائل التعبير التي تجمع بين المتعة والفائدة، وتفتح نوافذ الأمل والتغيير في المجتمع.