تحت سماء درنة التي عاشت واحدة من أعنف الكوارث الطبيعية، شهدت المدينة مساء الأربعاء 16 أكتوبر 2024، حفلًا فنيًا استثنائيًا أعاد الروح إلى شوارعها وأحيائها. أقيم الحفل في الهواء الطلق وسط المدينة، وشارك فيه النجم الليبي خالد الزروق والنجمة المصرية غادة رجب، ليكون مناسبة فنية لترميم جراح مدينة عانت ويلات إعصار دانيال قبل عام.
مقالات ذات صلة:
انتشال 250 جثة مجهولة الهوية من سواحل درنة: جهود الإنقاذ تستمر في ليبيا
فاجعة درنة: اكتشاف جثث داخل سيارات عمق 12 متراً في ميناء المدينة
الفيضانات الكارثية في درنة، ليبيا
بدأ الحفل بأغنية "درنة سوك راح" التي قدمها خالد الزروق، وهي رسالة مؤثرة تعبّر عن نهاية المعاناة وبداية الأمل. الكلمات التي كتبها الشاعر الكيلاني المغربي كانت تجسيدًا للفن والسلام في المدينة التي تنهض من بين الركام.
الزروق أبدع في تقديم مجموعة من الأغاني الوطنية والتراثية، ومنها أغنيات موجهة إلى بنغازي ودرنة، بينما شاركه الفنان الصاعد محمد فرج في ديتو مميز. الحفل كان غنيًا بالمشاعر، حيث حضرت روح الموسيقار الراحل محمد حسن من خلال أغنياته التي أداها الزروق بروح وفاء وتأثر.
غادة رجب أبهرت الحضور بأدائها لألحان ليبية من تراث البلاد، حيث غنت "وطني" بتفاعل كبير مع الجمهور، كما قدمت ديتو مع الزروق لأغنية "جرح الحبيب". غنت أيضًا من كلمات الشاعر عبد الله منصور أغانٍ تركت بصمة واضحة لدى الحضور.
لم يكن الحفل مجرد مناسبة فنية، بل جزء من سلسلة فعاليات تعيد إعمار المدينة، حيث تم توزيع ألفي شقة للمتضررين من إعصار دانيال وافتتحت المدينة الرياضية، وشهدت المدينة انطلاق البطولة العربية للأصاغر. أشرف على هذه الفعاليات المهندس بلقاسم خليفة حفتر ورئيس الحكومة أسامة حماد، في رسالة إلى العالم بأن درنة رغم الفاجعة، تبقى صامدة وتعود للحياة.