يشهد المعهد العمومي للموسيقى في المنستير حراكًا لافتًا في السنوات الأخيرة، حيث تطور دوره ليشمل إلى جانب التكوين التربوي تنظيم تظاهرات موسيقية متنوعة مثل تظاهرة "أنغام أكتوبر" وتظاهرة خاصة بموسيقى الجاز. وفي خطوة جديدة، قدّم المعهد بقيادة الأستاذ سامي الزهاني مشروعًا لبعث فضاء موسيقي خاص بذوي الاحتياجات الخاصة، بهدف دمجهم اجتماعيًا وثقافيًا وتعزيز مهاراتهم الموسيقية والفنية.
مقالات ذات صلة:
تلاميذ يضرمون النار في مكتب مدير معهد ثانوي في المنستير
الاتحاد المنستيري يشكر النادي الإفريقي ويتمنى الشفاء لمعز حسن بعد إصابته
"تحت الضغط" تضيء ختام مهرجان خليفة السطنبولي للمسرح بالمنستير
تفاصيل المشروع وأهدافه
يهدف المشروع إلى تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من ممارسة الموسيقى بشكل محترف وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، عبر توفير بيئة آمنة ومهيأة لتعلم الموسيقى تلائم احتياجاتهم الخاصة. ويشمل المشروع قاعات مجهزة بتقنيات صوتية متطورة وأدوات موسيقية مهيأة لذوي الإعاقات الحركية والبصرية، بالإضافة إلى مكتبة سمعية متخصصة تتضمن مواد موسيقية بتنسيقات ملائمة مثل برايل وتسجيلات صوتية.
ومن خلال هذا المشروع، سيتم تقديم دروس موسيقية فردية وجماعية وورشات عمل للعلاج بالموسيقى لتعزيز الاسترخاء والتفاعل. كما يتضمن البرنامج تنظيم عروض موسيقية تشاركية تجمع المتعلمين من مختلف الفئات. ويتمتع المعهد بخبرة ناجحة في هذا المجال من خلال تنظيم ورشة "الإيقاظ الموسيقي" خلال شهر أكتوبر الماضي بإشراف مريم الزنايتي.
شراكات لدعم المشروع
سيقوم المشروع بتأسيس شراكات مع جمعيات متخصصة في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، منها جمعية "أمل حسين بسباس" وجمعية "الأمل للتنشيط الثقافي"، فضلاً عن التعاون مع اختصاصيي العلاج بالموسيقى وأطباء نفسيين. كما سيتم دعم المشروع من وزارتي الشؤون الثقافية والشؤون الاجتماعية، بجانب إمكانية تلقي التمويل من منظمات دولية.
أهمية المشروع
يعتبر هذا المشروع نموذجًا للإدماج الثقافي والاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يسهم في تحسين جودة حياتهم وتوفير فرص مهنية جديدة لهم في مجال الموسيقى، إلى جانب تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية إدماجهم. كما يساهم في جعل المجتمع المحلي في المنستير أكثر شمولاً وتماسكًا.