في خطوة مهمة نحو تطوير الدراسات النقدية في الشعر العربي المعاصر، أعلن عن فوز الباحث التونسي فتحي النصري بالجائزة الأولى في الدورة الرابعة لجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي لعام 2024. هذا الفوز الذي جاء عن بحثه الموسوم بـ "السيرذاتيّ في القصيدة العربيّة المعاصرة بين الأثر المرجعيّ والخرق الغنائيّ" يعكس أهمية الدراسات النقدية في فهم التوجهات الحديثة للشعر العربي.
مقالات ذات صلة:
الشعر التونسي يضيء منتدى ليانغتشو: منير الوسلاتي يرفع صوت الإبداع في قلب بكين
كثافة اللغة.. وجماليات الصور الشعرية في كتابات الكاتبة والشاعرة التونسية السامقة أ-نادية الأحولي
جدلية العلاقة بين النص الشعري.. وأدب المقاومة
فتح آفاق جديدة في الشعر العربي المعاصر:
تتزامن أهمية هذا الفوز مع توجه جديد في النقد الأدبي العربي، حيث يتم التركيز على تلاقي الأجناس الأدبية في القصيدة العربية المعاصرة. يعد هذا الموضوع محوريًا في بحث النصري، الذي يعالج كيفية دمج الأبعاد الذاتية والمرجعية في النصوص الشعرية وكيف يتم تفاعل الذات مع النصوص التاريخية والاجتماعية بطريقة مبتكرة وغير تقليدية.
التفاعل بين الأثر المرجعي والخرق الغنائي:
واحدة من النقاط الرئيسية في بحث فتحي النصري كانت "الخرق الغنائي"، الذي يشير إلى التجاوزات الأدبية التي تسمح للشعراء بالتحرر من القيود التقليدية. كما يتناول النصري دور "الأثر المرجعي" في تشكيل القصيدة الحديثة، حيث يعيد الشعراء توظيف التراث الأدبي مع إضافة لمساتهم الخاصة لخلق أعمال شعرية تعكس التغيرات الاجتماعية والثقافية.
أهمية الجائزة:
إن فوز النصري بهذه الجائزة المرموقة يعكس المكانة المتزايدة للأدب العربي المعاصر في الساحة الدولية. فالجائزة التي تقدمها حكومة الشارقة تشجع الباحثين والشعراء على تقديم أعمال تسهم في إثراء النقد الأدبي العربي، وتساعد على فهم التغيرات التي تطرأ على شكل الشعر ومحتواه.
يعتبر فوز فتحي النصري تأكيدًا على أهمية دراسة الشعر العربي المعاصر وضرورة تسليط الضوء على الأبعاد الذاتية والمرجعية في الأدب. يبقى أن نتطلع إلى المزيد من الأعمال النقدية التي تساهم في استكشاف طرق جديدة للتفاعل مع التراث الشعري العربي ومعالجة قضايا العصر من خلال القصيدة.
ألف مبروك أستاذي العزيز