عندما أعلنت التلفزة الوطنية عن عودة منوعة "ليالينا" بقيادة الإعلامية ندى بن شعبان، تفاءل كثيرون بإحياء أمجاد البرامج الترفيهية الراقية. لكن، وعلى عكس التوقعات، جاءت العودة باهتة، لتؤكد أن الوطنية الأولى ما زالت عالقة في متاهة البرمجة المتعثرة رغم المجهودات المبذولة.
مقالات ذات صلة:
الدكتورة امال المهيري ضيفة منوعة تلفزية كبرى للحديث عن تجربتها في الطب والمجتمع المدني
سمية الحداد: طرافة واناقة تحت ضوء منوعة نهارك زين
محمد كوكة يحطم الصمت في منوعة السهرية مع عبد الرزاق الشابي وأسماء بن صالح
كرونيكورات بلا بريق… متى ينتهي زمن الارتجال؟
من بين أبرز الإخفاقات التي رافقت عودة البرنامج، ضعف أداء الكرونيكورات الذين فشلوا في تقديم محتوى ثري أو حتى طريف. فالكاتب والصحفي سفيان بن فرحات، الذي كان يُنتظر منه تحليل عميق ومغاير، اكتفى بإعادة تدوير أفكار سطحية لم تترك أي أثر لدى المشاهدين. أما الصحفية كريمة الوسلاتي، فقد بدا حضورها باهتًا، حيث افتقدت للقدرة على تقديم الإضافة أو حتى إضفاء لمسة حيوية على البرنامج.
هل الوطنية الأولى بحاجة إلى "إعادة تشغيل"؟
في ظل هذه الانطلاقة المهزوزة، تبرز ضرورة مراجعة تركيبة البرنامج ومحتواه بشكل جذري. فالجمهور التونسي اليوم أكثر وعيًا وانتقائية، ولم يعد يرضى بأن يكون مجرد متلقٍّ لبرامج تفتقر إلى الإبداع والتجديد. فهل تتحرك التلفزة الوطنية لإنقاذ "ليالينا"، أم أن البرنامج سيلتحق بقائمة المنوعات التي سقطت في فخ النسيان؟
من "ليالينا" إلى "ليالي الضياع"؟
ختامًا، يبدو أن الوطنية الأولى لا تزال تبحث عن هوية تلفزيونية مفقودة، غير مدركة أن المشاهد لم يعد يقبل أن يكون حقل تجارب لبرامج تائهة. فهل ستستفيق المؤسسة وتعيد النظر في اختياراتها، أم أننا أمام خيبة جديدة تُضاف إلى رصيد التلفزة العمومية؟