ضيفي في حوار الصراحة صحفي تونسي جمع في مسيرته الاعلامية بين الاذاعة والتلفزيون، له خبرة السنين في هذا المجال، اكثر من عشرين سنة في الساحة الاعلامية التونسية، اردت استضافته هذا المساء للتعرف عن آخر أخباره بعد تصريحاته الأخيرة فكان هذا الحوار...
* نزار الشعري مساء الفل والياسمين...
- مساء النور سليم، أهلا بك وبكل قرائك الأفاضل في تونس وخارجها، وشكرا على هذه الدعوة ...
* نزار الشعري لو نتحدث عن البدايات؟
- الانطلاقة كانت سنة 1993 عن طريق كاستينغ نظمته اذاعة صفاقس، في برنامج كان اسمه "فضاءات الشباب" مخصص للشباب التلمذي والجامعي، ومنها كانت انطلاقتي، حيث قضيت عشر سنوات من وراء المايكروفون، ثم انتقلت الى العاصمة، حيث افتتحت اذاعة موزاييك آف آم كأول صوت و أول مدير برمجة ثم انتقلت الى البرامج التلفزية المختلفة و المتنوعة، ثم اقتنيت "تينيفيزيون" وها أنا أدير مجموعتها الإعلامية...
* تعددت تجاربك الاذاعية والتلفزية واختلفت من مؤسسة الى اخرى ما هي خلفية هذه التنقلات؟
- الخلفية واضحة، وهي البحث عن الأفضل، كل تجربة بالنسبة لي كانت في فترة ما، اكيد لها خصوصياتها، ولكن في وقت من الاوقات كان لا بد من البحث عن تجربة اخرى يكون مستواها اعلى و أرقى... تعدد التجارب لا يقلقني، فانا لا ابحث عن "مسمار في حيط" بالعكس، انا دائما ابحث عن تجارب تضيف لشخصيتي ولمسيرتي الاعلامية، و الحمد الله، خمسة وعشرون سنة من العمل في المجال الاعلامي ....
* ماذا قدمت لك تجربة تيني فيزيون وللساحة الاعلامية في تونس؟
- اقتنيت "تيني فيزيون" سنة 2009 مع مجموعة من الاصدقاء الذين مازالوا معي الى اليوم، تجربة كانت فيها فقط مجلة ورقية.. اليوم هي مجموعة اعلامية تتكون من تسع شركات تعمل في مجال الإعلام والإعلان و التسويق. بالنسبة لسؤالك ماذا اضافت لي؟ اكيد اضافت لي خبرة واسعة في مجال الإعلام، تعلمت فيها كيفية الادارة وتطوير الاعمال... ومكنتني من الانتشار في تونس واصبحت لي شركات داخل الجمهورية: صفاقس وسوسة و قابس و قفصة وقريبا في مدنين وجربة.
ومن هذه التجربة نشأت جمعية " تيني فيزيون فوندايشن" والتي تعتبر اكبر شبكة طالبية في تونس... تيني فيزيون اعطتني الكثير وانا بدوري اعطيتها الكثير طبعا مع الاصدقاء الذين يقاسمونني نفس الهدف.
* ماهي اهداف هذه الجمعية الناشئة؟
- انشئت هذه الجمعية سنة 2016 على اثر منظومة اجتماعية سميناها "فيزيون اينيفارسيتي ستون" دامت من 2012 الى 2016 هدفها هو تطوير قدرات القيادة و الريادة عند الشباب وتطوير فرص الاستثمار في الجهات وخاصة منها الداخلية والحمد لله، اليوم، فيها اكثر من 140 نادي موزعين على مختلف الجامعات والمعاهد العليا والمدارس القومية في مختلف انحاء الجمهورية... اليوم اكثر من 4500 شابا يعملون لأجل تطوير امكانياتهم وجهاتهم والنهوض بتونس.
* هل انت راض على مردودك في الساحة الاعلامية؟
- اعتبر ان كل تجربة قمت بها اضافت لي وإلى مسيرتي الاعلامية... اكيد هناك صعوبات وتجارب عشتها بحلوها ومرها ولكن أنا جنيت ثمارها أيضا... شعاري مقولة للزعيم الإفريقي نيلسن مانديلا: "انا لا افشل البتة انا أنجح أو أتعلم".
اعتقد ان اهم شيء هو ان يعمل الانسان ويجتهد.. ومن اجتهد واصاب فله أجران ومن اجتهد ولم يصب فله أجر المحاولة... على كل انا فخور بهذه التجارب، و لا زلت اواصل المحاولة الى آخر الرمق ...
* ماذا يتابع نزار الشعري من البرامج التلفزية على قنواتنا الوطنية أو الخاصة؟
- بصراحة منذ اربع سنوات انقطعت عن مشاهدة التلفزيون والاستماع الى الاذاعات بشكل عام، انا أستهلك اليوم الأنترنات، والمعلومات التي أعيشها على أرض الواقع، باعتباري كثير الترحال في كل مناطق الجمهورية... الاخبار التي انقلها ميدانيا اهم بكثير بالنسبة لي من تلك التي يقدمها الإعلام الذي اعتبره مساهما في تشنج اعصاب التوانسة بشكل كبير ... وتشنج الوضع العام السياسي والاجتماعي في تونس.
* استغرب تصرحا أكدت فيه استعدادك لغلق عدد من الاذاعات و التلفزات لو وقع انتخابك كرئيس جمهورية؟ لو توضح هذا الأمر؟
- هو تصريح بعيد عن كل العواطف، له جانبان: اولهما إقتصادي، اتحدث هنا عن تواجد عدد كبير من الاذاعات و التلفزات في وضعية سيئة بسبب غياب الامكانيات المادية والإشهار، وتسبب ذلك في تشغيل هش ومعاملة سيئة للصحافيين ووضعية صعبة لمديري وأصحاب هذه المؤسسات... اما الجانب الثاني فهو يتعلق بالمحتوى و المادة التلفزية التي تقدمها هذه المؤسسات، اعتقد ان عددا من التلفزات والاذاعات تنزل بمحتوى البرامج المقدمة بسبب اشكالية التمويل حتى تحافظ على نسبة المشاهدة مهما كان الثمن، وهذا اكيد يؤثر سلبا على المشاهد على المستوى النفسي والسايكولوجي ... و يطرح اكثر من اشكال على مستوى كيفية تقبل ابنائنا لمثل هذه البرامج ...
وأوضح هنا ان تصريحي، يجب ان يؤخذ كمنطلق للحديث عن دور الإعلام ومدى استجابته لانتظارات المشاهد والمواطن في تونس ولا يجب ان يتحول للحديث عن دكتاتورية واشياء من هذا القبيل، لأن رئيس الجمهورية ليست من صلاحياته غلق المؤسسات الاعلامية..!
* هل انت جاد في الترشح لرئاسة الجمهورية؟
- هذا الموضوع لا يمكن ان يطرح الآن، وانما عندما يفتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية... انا جاد في دفع الشباب التونسي للتقدم الى المجال السياسي وافتكاك مكان لهم تحت شمس هذا الوطن والمشاركة باعداد غفيرة في انجاح الموعد الانتخابي القادم التشريعي والرئاسي..
* لو ذكرت لك بعض الاسماء الاعلامية التي تحضى بنسب عالية من المشاهدة هل ستعلق على ذلك؟
- لا... لا احبذ التعليق عن ذلك، ولا احبذ هذه النوعية من الأسئلة، لأنها تنمي الكره والضغينة بين الزملاء، كيف تريدني ان اجيبك؟ تريد ان انافق واتحدث عن اشياء غير صحيحة؟ او اقول الحقيقة، فتكون سببا في المشاكل بيني وبين الزملاء؟ افضل عدم الاجابة عن هذه النوعية من الأسئلة...
* كلمة حرة قبل ان نختم
- اقول تونس تمر بمرحلة مهمة جدا في تاريخها، لا يمكن تجاوزها إلا بالوعي الكبير من شبابها... ليعلم شباب تونس من بنزرت الى برج الخضراء انه لم يعد مفعولا به ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ الشأن العام في تونس، ويكون طرفا في كل القرارات على جميع المستويات، هذا حقه و لن يهديه ذلك احد، وانما يجب ان يفتكه.
* كلمة الختام
- شكرا لك سليم على هذه الدعوة و شكرا لمجلة توانسة، اعتقد ان كلمة الختام لم تقل بعد، هي ربما كلمة البداية ان شاءالله تكون زاهرة بالنسبة لي و لجميع التونسيين بالنضج والرقي والعمل من اجل هذا الوطن... ربي يحفظكم ويحفظ تونس...