طالب كشف خيوط اللعبة
وقد انكشفت خيوط عملية التحيل من خلال احد الطلبة الذي كان مسجلا بمكتب التشغيل بصفاقس ولم يسبق له أن انتفع بأي تربص ليجد نفسه منتفعا بالمنحة والتي تم تجديدها في مناسبتين وعلى مدى سنتين وأنه بعد التحري في الحساب البنكي الذي صرفت فيه المنح تبين أنها تعود إلى موّظف بالوكالة ليتم لاحقا اكتشاف التلاعب في مئات الحسابات ويتم التعرف على بقية الشبكة التي استحوذت على منح طالبي الشغل.
وتفيد المعطيات التي توفرت أن بعض الموظفين في مكاتب التشغيل السالف ذكرها بصفتهم قد تلاعبوا بعقود «SIVP» واستولوا بالتحيّل على عديد المبالغ المالية. وقد أكدت مصادر تابعة للوكالة التونسية للتشغيل ان عددا كبيرا من المنح صرفت في حسابات بعض الموظفين عوضا عن توجيهها لمستحقيها من طالبي الشغل..وقد عمل هؤلاء الموظفين على انتقاء عدد من العاطلين عن العمل المسجلين في مكاتب التشغيل والذين لم يجدوا عملا إلى حد الآن ويتم الاستيلاء على بياناتهم الخاصة والتلاعب بملفاتهم على أساس أنهم يقومون بتربصات مهنية وعوض صرف منحة التربص في حساب كل واحد منهم يتم صرفها للمتلاعبين وهو ما مكنهم من الحصول على مبالغ هامة.
مصادرنا الخاصة التابعة لوزارة التكوين المهني والتشغيل لم تنف المسالة واكدت أنّ تحقيقا داخليا فتح في الغرض لمعرفة حجم الفساد الذي طال الوكالة التونسية للتشغيل والعمل المستقل خاصة وانّ هناك عديد ملفات الفساد الأخرى التي تتعلق بصفقات يتم التدقيق فيها حاليا.وتجدر الإشارة إلى أن العقوبة الجزائية المتعلقة بجرائم تدليس وثيقة رسمية و استعمال مدلس يترتب عنه سنوات سجن تصل إلى ال5 سنوات سجنا.