اتهامات لوزير النقل أنور معروف المقرب للنهضة بالوقوف وراء عرقلة حل أزمة الشركة.
تونس – تفاقمت أزمة شركة الخطوط الجوية التونسية وزاد مستوى تردي خدماتها، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما يحدث في هذه الشركة وما إذا كانت أزمتها حقيقيّة أم مفتعلة بُغية تسهيل مهمة التفريط فيها، لاسيما مع تواتر الأنباء بشأن وجود صفقة من أجل بيع الشركة للقطريين.
وعاد الجدل بشأن وضعية الشركة إلى واجهة الأحداث من جديد خلال هذا الأسبوع حيث بدأ بعد نشر اليوتيوبر الألماني جوش كاهيل المختص في تقييم الخدمات الجوية حول العالم فيديو يصور فيه وضعية الرحلة على متن الشركة التونسية، لينشر في ما بعد الممثل التونسي ظافر العابدين فيديو على صفحته بموقع فيسبوك عبر فيه عن امتعاضه من الوضعية “المزرية” التي آلت إليها الخطوط التونسية.
وتعليقا على هذا الجدل أكد إلياس المنكبي، الرئيس المدير العام السابق لشركة الخطوط الجوية التونسية، “أن الوضعية صعبة جدا، وأنه ما دامت الدولة لم تتدخل لاتخاذ قرارات مهمة ستزداد الوضعية سوءا”.
وأضاف المنكبي، الذي تمت إقالته من قبل وزير النقل النهضاوي أنور معروف الشهر الماضي، “ليس هناك من يتخذ قرارات في الشركة، وكانت هناك مساعٍ للتفريط فيها وبيعها، ووقفت سدا منيعا أمام التفويت في الشركة لأطراف قطرية وتركية”.
وتابع “قمت بالتقليص في الزاد البشري والتقني للشركة، فضلا عن وضع مخططات عمل واضحة، لكن لم يتم التفاهم مع وزير النقل أنور معروف الذي أقالني من منصبي”.
وسبق للمنكبي أن أدلى بتصريحات عقب إقالته أكد خلالها أن الهدف من القرار هو التفريط في شركة الخطوط التونسية لصالح القطريين.
وأضاف أنه رغم صموده تمكن أنور معروف من إزاحته لمواصلة صفقة التفويت في المؤسسة التي تضم 8 شركات تابعة لها، مؤكدا أنه إلى حد الآن تتم عملية التفاوض في كنف السرية التامة، لذلك فإن المعلومات شحيحة، ولكن على التونسيين أن يتصدوا لعملية بيع شركة الخطوط التونسية.
وعبّر ظافر العابدين عن استيائه من الوضع المتردي للخطوط الجوية التونسية، فضلا عن تردي الخدمات وحجم الإهمال في الشركة وعدم نظافة المكان، ورداءة مقاعد الطائرات.
وقال العابدين “إنه حان وقت التغيير، داعيا الجميع إلى التفاعل معه، لإصلاح الخطوط الجوية التونسية”.
وأشار الممثل التونسي إلى أنه لا فائدة من الإنكار المستمر من قبل الشركة، وتجاهلها للوضع، وعلى المسؤولين التدخل الفوري للإصلاح، كما عليهم الاعتذار، بمن فيهم وزير النقل.
وتشهد وضعية الشركة أزمة منذ سقوط نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي انعكست مباشرة على جودة الخدمات بدءا من التأخير المستمر في موعد الرحلات وإلغائها وصولا إلى أبسط الأمور، بما في ذلك ما يتعلق بالصيانة والتنظيف والتموين.
والسبت الماضي، قام الألماني جوش كاهيل بتقييم رحلة الخطوط التونسية المتجهة إلى باريس على درجة رجال الأعمال وكذلك جناح كبار الشخصيات في مطار تونس قرطاج.
وبث على قناته باليوتيوب، والتي يتابعها أكثر من ربع مليون شخص في العالم، مقطعا مصورا انتقد فيه الحالة التي كان فيها جناح كبار الشخصيات في مطار تونس قرطاج.
وأصيب كاهيل وهو على متن الطائرة بخيبة أمل بسبب ما أسماه “الحالة القذرة للطائرة”، ونوع الخدمات؛ حتى أنه اختار تسمية مقطع الفيديو الخاص به “لا شيء يوحي بأنك على درجة رجال الأعمال”، وهو ما وصفه تونسيون بالفضيحة التي ستؤدي بالتأكيد إلى الإضرار بصورة الخطوط التونسية في العالم.
خالد هدوي
صحافي تونسي