في آخر أيام سنة 2024، حملت تونس خبرًا مشرقًا يجمع بين الإبداع والابتكار، حيث نجح المهندس الشاب عبد الصمد الكريبي، أصيل معتمدية جدليان من ولاية القصرين، في تحويل بقايا الفسفاط والمقاطع وفواضل البناء إلى ورق مستخرج من حجارة نادرة الوجود.
مقالات ذات صلة:
اختراع جديد: تقنية لشحن البطاريات في 5 دقائق فقط
محكمة أمريكية تأمر بوقف بيع ساعات آبل الذكية في نزاع براءات الاختراع مع شركة ماسيمو
شركة فسفاط قفصة تحقق زيادة في الإنتاج بنسبة 11.6% خلال 2024
تكريم من أعلى هرم السلطة
استقبل رئيس الجمهورية، الأستاذ قيس سعيّد، يوم 31 ديسمبر 2024، هذا المخترع الشاب في قصر قرطاج، حيث أثنى على إنجازه المذهل وكرّمه باعتباره نموذجًا مشرفًا للإبداع التونسي. وأكد رئيس الدولة خلال اللقاء أن تونس لا تزخر فقط بثرواتها الطبيعية، ولكن بثروتها البشرية التي تحتاج فقط إلى تمهيد الطريق أمامها لتحقيق الإنجازات.
ابتكار يُراهن على المستقبل
الاختراع الذي قدّمه عبد الصمد الكريبي ليس مجرد فكرة، بل مشروع قابل للتنفيذ يحمل في طياته حلولًا بيئية مبتكرة. الورق الناتج عن هذا الابتكار متعدد الاستخدامات، بدءًا من الكراسات المدرسية إلى مواد التعليب والأكياس، كما يتميز بميزة إضافية فريدة؛ فهو يتحول إلى سماد عند التخلص منه، ما يجعله صديقًا للبيئة بامتياز.
وأفاد الكريبي أن المشروع يتجه نحو استغلال فواضل الفسفاط بشكل يخدم التنمية المستدامة، مؤكدًا أن "الشباب يستحق تعبيد الطريق للإبداع".
الشركات الأهلية: نموذج جديد للاستثمار
عبد الصمد الكريبي هو أيضًا رئيس اللجنة التأسيسية للشركة الأهلية الجهوية "سباسب الوسط الغربي للاستثمار في المواد الإنشائية والمنجمية". ويرى أن الرهان على هذا الابتكار سيكون من خلال تأسيس شركات أهلية تمتد على طول الحوض المنجمي، ما يعزز علاقة الإنتاج بين الكفاءات البشرية والخيرات الطبيعية.
وأكد رئيس الجمهورية أن فكرة الشركات الأهلية، التي تم تنظيمها ضمن إطار قانوني جديد، تعبّر عن إرادة شعبية لاستغلال الثروات الوطنية بشكل عادل ومنصف لجميع التونسيين.
رسالة أمل للمستقبل
إن اختراع عبد الصمد الكريبي ليس فقط إنجازًا علميًا، بل يمثل رؤية جديدة لتونس تعتمد على الشباب والإبداع لتحويل الموارد المهملة إلى منتجات ذات قيمة مضافة. وفي بلد غني بالثروات الطبيعية والبشرية، يبدو أن الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقًا يمر عبر مثل هذه المبادرات التي تجمع بين العلم، الابتكار، وحب الوطن.
2024 لم تغلق أبوابها إلا برسالة واضحة: الشباب التونسي قادر على تحويل الحلم إلى حقيقة، عندما يُمنح فرصة الإبداع.
