العنب يشكل أحد المنتجات الزراعية الرئيسية الفلسطينية بعد الزيتون، ومصنعون يحلمون بوضع اسم بلادهم على خارطة النبيذ العالمية.
القدس - بعد عشرين عاماً على افتتاح أول مصنع للبيرة في فلسطين، يحلم نديم خوري وابنه كنعان بوضع اسم فلسطين على خارطة النبيذ العالمية.
فبعد نجاح مشروب البيرة، أسست عائلة خوري شركة لصناعة النبيذ العام 2013 في قرية الطيبة قرب مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة. وتعتبر عائلة خوري ثاني منتج للنبيذ الفلسطيني بعد "الاخوة الساليزيان" في "دير كريمزان" قرب بيت لحم.
يشكل العنب أحد المنتجات الزراعية الرئيسية الفلسطينية بعد الزيتون. ويستخدم بأشكاله كافة في المطبخ الفلسطيني في المأكولات التقليدية والحلوى والعصير. تشكل كروم العنب قرابة 5 في المئة من الأراضي المزروعة في الضفة الغربية وتنتج سنوياً أكثر من 50 ألف طن من العنب، بحسب وزارة الزراعة الفلسطينية. ويستخدم عشرون صنفًا من العنب في صناعة النبيذ في الضفة الغربية.
ترى عائلة خوري أن إنتاج النبيذ في الأراضي الفلسطينية ليس مسألة ذوق فحسب، بل "فعل إيماني" في الارض المقدسة التي تملك تاريخاً طويلاً مع النبيذ. ويقول نديم خوري: "منذ زمن المسيح والناس تصنع النبيذ في الأراضي المقدسة".
أما ابنته مديس فتقول "كانت جدتي وجدي يقومان بعصر العنب في المنزل" مشيرة الى أن العائلة ترغب حالياً في "زيادة الإنتاج وتحسين النوعية".
تستورد العائلة براميل من فرنسا وايطاليا لوضع النبيذ فيها، وهي تنتج 30 الى 35 ألف زجاجة سنوياً من النبيذ المصنوع من عنب قرية الطيبة وما حولها. كما ترغب العائلة بالاعتراف بعنب "زيني" كأول نوع فلسطيني.
يشير خوري إلى أن تصدير نبيذ يحمل على ملصقه اسم فلسطين ليس مهمة سهلة. فاتفاقيات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة مثلاً لا تعترف بفلسطين، وانما بالضفة الغربية، ولذا اضطرت العائلة الى تغيير الملصق، لكنها حافظت على اسم فلسطين على الجانب الأمامي، اما العنوان المسجل على الجانب الخلفي فهو "الطيبة، الضفة الغربية".
ويقول خوري "قبل عيد الميلاد إن شاء الله، سيكون النبيذ في الولايات المتحدة، وهذا إنجاز كبير أن يكون اسم فلسطين على الملصق. هذا أمر مهم للغاية لنا لأننا فلسطينيون".
ويؤكد غسان قسيس الذي يزرع العنب في كروم عائلته في بيرزيت القريبة من رام الله أن البيئة في الاراضي الفلسطينية مؤاتية لصناعة النبيذ. لكن قسيس قلق على مستقبل صناعة النبيذ الفلسطيني، فقرية اللطرون الفلسطينية التي ضمتها إسرائيل العام 1967 "بات نبيذها يباع على أنه إسرائيلي".