الصفحة 3 من 5
حيوانات خطرة
لقد بدأت تلك الفيروسات من عالم الحياة البرّية، انتشرت بين الحيوانات ثم - بعد مجموعة من التحورّات العشوائية في تركيبها الجيني- انتقلت إلى البشر في بيئات تلتقي فيها الحيوانات والبشر معا بكثافة، ثم تطورت لتنتقل من الإنسان للإنسان. أنت تعرف بالفعل عددا من الأمراض الحيوانية المنشأ، الإيدز (فيروس نقص المناعة البشرية) على سبيل المثال، كذلك الإيبولا، في حالة السارس على سبيل المثال نشأت الإصابات الأولى – ومجمل 40% من الإصابات – بين الأشخاص الذين تعاملوا مع الحيوانات البريّة بالذبح أو البيع، يليهم الأشخاص الذين عاشوا على مقربة من تلك المجموعة الأولى.
أما في حالة متلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطية فقد جاء الفيروس من الجِمال، وكان أول المصابين هو رجل يمتلك أربعة منها ويسكن في بيت قريب من مزرعته الصغيرة، وكذلك فإن الوضع شبيه في حالة فيروس كورونا الجديد. لقد ظهر الفيروس في سوق المأكولات البحرية الضخم في مدينة ووهان، وفي موسم الاحتفالات هناك كم هائل من التزاحم بين البشر والحيوانات بكل أنواعها، هناك يمكن أن تلتقي بكل أنواع الكائنات المعبأة في أقفاص أو زيوت.
بالطبع لا نعرف بعد الكثير عن طبيعة تلك القفزة لفيروس الكورونا الجديد من الحيوانات إلى البشر، وربما لن يحدث ذلك، وبحسب مقال بحثي جديد منشور في دورية "جاما" الطبية الشهيرة فإن تلك هي علامة خطورة، بدرجة ما، لكن على الرغم من ذلك فإن الإشارات الأولى مطمئنة بعض الشيء، فبعد ظهور الحالات الأولى القاسية ظهرت أيضًا حالات أقل حدة مما يعني أن انتشار الفيروس، والاستجابة له من قبل الجسد البشري، أقل من حالة "سارس" مثلا والذي قتل 11% من المصابين، بينما قتل الفيروس الجديد 4% فقط من الحالات إلى الآن. (17 حالة وفاة بحد أقصى في حوالي 550 إصابة بوصولنا ليوم 23 يناير).