الصفحة 5 من 5
أفلام السينما
في كل الأحوال، فإن أفضل الحلول – على مستوى عالمي – للوقاية من قفزات فيروسية شبيهة هو العمل على تنظيم أسواق بيع الحيوانات (للأكل أو التربية) بشكل عام، وخاصةً في الصين، حيث لا توجد أية قيود تمنع تلك الحالة من التكدس الفظيع للبشر مع الحيوانات، بكل أنواعها تقريبًا، في مكان واحد، ويرى بعض العلماء أن العمل على ضبط هذا الأمر – في الصين فقط وهي مصدر مجموعة من الفيروسات الخطيرة – سيجنب العالم الكثير من الكوارث.
أما بالنسبة لك، فإن كل ما يمكن أن تفعله -كمواطن عربي في منزلك أو عملك- هو الإجراءات الاحترازية الشخصية المعتادة، كأن تغسل يديك بالماء والصابون بشكل متكرر خاصة بعد التواجد في أماكن مزدحمة، كذلك تجنب لمس الأنف والفم والعينين بشكل متكرر، وتجنب الاتصال المباشر مع المُصابين بالعدوى أو مشاركتهم أدواتهم. وتجنّب كذلك التواجد في أماكن الإصابة المعروفة (لا تسافر إليها إلا عند الضرورة)، وتجنب التواجد في محيط حيوانات (الأسواق).
لكن المشكلة دائمًا -خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي- هي حالة المبالغة والتي تتصاعد مباشرة وبصورة كارثية بعد كل "ترند"، فيصبح الأمر مشابها لما يدور في الأفلام مثل "عدوى Contagion" أو "حجر صحي Quarantine"، الأمر خطير بالفعل والسلطات المعنية تهتم بأشياء كتلك لأن ضربة واحدة منها تكلف الدول مليارات الدولارات مع سقطات اقتصادية مؤلمة، كما حدث في السارس، لكنه ليس بأي حال من الأحوال خيالا علميا، ومعدلات انتشار تلك الفيروسات، حتّى أكثرها قسوة، لم تقترب حتى الآن -ولو بشكل طفيف- من تلك الأفلام أو الادعاءات الفيسبوكية على حد سواء.