الصفحة 4 من 5
حالة طوارئ حقًا؟
أضف لذلك نقطة أخرى مطمئنة، وهي أن معظم حالات الوفاة بسبب الفيروس الجديد كانت في كبار السن، من هم فوق 50 سنة، وكذلك هؤلاء المصابين بأمراض مزمنة أخرى، مقارنة بحالة "سارس" كان متوسط عمر المصابين هو 40 سنة، لكن في كل الأحوال فإن ما يخشى العلماء منه هو أي تطور سريع في تركيب الفيروس بحيث يمكن أن يصبح أكثر انتشارًا وفاعلية في أجسام البشر، لكن إلى الآن لا نرى ذلك.
لهذه الأسباب، فإن منظمة الصحة العالمية لم تعلن – حتّى اللحظة – عن حالة الطوارئ في مواجهة الفيروس، وكان المدير العام للمنظمة قد عقد اجتماع لجنة الطوارئ بموجب اللوائح الصحية الدولية قبل يومين، لكن اللجنة أشارت إلى أن الأمر لا يستدعي الإعلان عن إجراءات مقيّدة، لكنه لا شك يستدعي المراقبة عن كثب وضرورة تداول المعلومات بين الدول بدرجة كبيرة من الحيادية والدقة، وكانت هناك مخاوف من تعتيم الأمر وإطلاق بيانات لا تعبر عن الواقع الحقيقي بهدف تخفيف الحدث على المواطنين.
من جهة أخرى، فإن السلطات الصينية قد بدأت بالفعل في إجراءاتها الاحترازية، حيث منعت المواطنين من الدخول أو الخروج من ووهان، ثم بدأت إجراءات وضع المدينة في الحجر الصحي ابتداءً من 23 يناير، وعلّقت وسائل النقل العام داخل المدينة، وألغت الرحلات الجوية والقطارات التي تغادر المدينة، وبحلول مساء يوم 24 يناير توسعت إجراءات الحجر الصحي لتشمل 12 مدينة بالقرب من مدينة ووهان، تسبب في إيقاف حياة أكثر من 35 مليون شخص. بجانب ذلك فقد نشرت الجهات الطبية في الصين الجينوم الكامل للفيروس على مستوى عالمي ليشارك كل علماء العالم في دراسته وربما إيجاد سبيل للعلاج أو الوقاية.
أما المركز الأميركي لمكافحة الأمراض واتقائها CDC فكان قبل عدة أيام، قد أعلن تحذيرا من الدرجة الثالثة، والذي يعني توصية بتأجيل السفر الغير ضروري إلى المناطق المصابة، وفي بيان المركز جاء أن الحالة -كما يبدو- أخف بفارق واضح من السارس أو متلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطية، فالكثيرين من المرضى أصيبوا بأعراض متوسطة وخرجوا من المستشفيات، لكن على الرغم من ذلك فإن الصورة غير واضحة، ومدى القرب بين الفيروس الجديد ورفاقه الأكثر قسوة كبير، خاصة وأن المصدر واحد على ما يبدو (الخفافيش، القطط، الجمال).