حذرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، السلطات التونسية، من فقدان السيطرة على فيروس “كورونا”؛ بسبب هشاشة الوضع الطبي وعدم التقيد بالحجر الصحي، وذلك على الرغم من التطمينات التي قدمتها المنظمة بشأن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التونسية لمواجهة الفيروس.
وكانت تونس أعلنت، أمس الأربعاء، حزمة من الإجراءات الجديدة الرامية إلى الرفع التدريجي للحجر الشامل ودخول ما سمته مرحلة الحجر الموجه، عبر إعادة تدريجية لمعظم القطاعات إلى العمل والفتح التدريجي للمحال العامة.
غير أن هذه الإجراءات قد لا تعكس حقيقة الوضع، بحسب منظمة الصحة العالمية التي تحدثت عن “جزء خفي” من الأزمة، وحذرت من موجة ثانية للفيروس قد تنسف كل ما تم إنجازه.
وأكد ممثل منظمة الصحة العالمية بتونس إيف سوتيراند، أن خطة مجابهة فيروس “كورونا” في تونس كانت ناجحة، وأن الإجراءات المتخذة كانت في الوقت المناسب؛ ما جعل الوضع تحت السيطرة.
لكن سوتيراند، اعتبر، في تصريح لإذاعة “موزاييك” المحلية، أن عدد التحاليل التي تجرى يوميا في تونس ضئيل؛ ما يجعل الكشف عن ما وصفه بـ ”الجزء الخفي” من الجائحة صعبا، وفق تعبيره.
و أشار إلى أن أقسام الإنعاش في المستشفيات تبدو غير مكتظة؛ ما يعني أن “كورونا” لم تبلغ المرحلة التي تصعب فيها السيطرة على الوضع الصحي في البلاد، وهو الأهم، بحسب تقديره .
وأوضح المسؤول، أن تونس اتخذت إجراءات التوقي من انتشار فيروس “كورونا” مبكرا، وأغلقت حدودها في الوقت المناسب، وأعلنت عن الحجر الصحي الشامل في الوقت الذي بلغ فيه عدد المصابين 100 مصاب، على عكس بلدان أخرى كإيطاليا مثلا التي أعلنت الحجر عندما بلغت الإصابات 10 آلاف، وفرنسا عندما بلغت الإصابات 7 آلاف، وكل هذا منح تونس فرصة التحكم في المنحنى الذي يشهد صعودا هادئا، ومكنها من السيطرة على الموجة الأولى من الجائحة.
وشدد سوتيراند على ضرورة الانتباه في فترة الحجر الصحي الموجه؛ خوفا من فقدان السيطرة وارتفاع عدد الحالات، خاصة أن القطاع الصحي في تونس هش، بحسب وصفه.
ودعا إلى ضرورة الانتباه من موجة ثانية من “كورونا”، مشيرا إلى أنه من الضروري أن يعي المواطن التونسي أن رفع الحجر الصحي أو الحجر الموجه، لا يعني انتهاء الفيروس.