تحصّلت الدّكتورة والباحثة التّونسية، ندى الرداوي، على جائزة "مونتي كارلو لامرأة العام 2022"، بعد نجاحها في تطوير طريقة جديدة لاكتشاف سرطان الدم في مرحلة مبكرة، ضمن مشروع اشتغلت عليه في جامعة ميونخ الألمانية.
وكان موضوع بحث ندى ،هو أن مرضى سرطان الدم بعد خضوعهم للعلاج لا يمكن للطبيب أن يكون متأكدا من شفائهم لأن الطرق المتداولة لا يمكنها اكتشاف الخلايا السرطانية، الا عندما تكون لديها كثافة معينة في الدم (خلية سرطانية على 10000 خلية عادية) وإذا تقلصت هذه الكثافة فلا يمكن رؤية هذه الخلايا السرطانية فيكون المريض مضطرا للخضوع للفحوصات لمدة 5 سنوات كاملة.
وبالطريقة التي طورتها الدكتورة التونسية يمكن رؤية خلايا سرطان الدم حتى إذا كانت كثافتها ضعيفة، وبهذه الطريقة يمكن التشخيص المباشر للأمراض الفيروسية، فمثلا إذا كان هناك شك في مرض السيدا فإن الطبيب لا يمكنه القيام بالتشخيص، إلا بعد مرور 3 أشهر على الأقل حتى يتمكن الجسم من إفراز مضادات حيوية ضد الفيروس وبالتالي يمكن تشخيص المرض، ولا يكون هناك موجب للانتظار لأن التشخيص يكون عن طريق رؤية الحامض النووي للفيروس.
وأكدت الرداوي في تصريح إعلامي، أن هذا التكريم يعتبر حافزاً معنويا ودافعا لمضاعفة الجهد والمزيد من التألق من أجل تحقيق المزيد من النجاحات في العلوم والطب.
وأوضحت أنها التحقت بجامعة مونيخ للمساهمة في الأبحاث التي تعنى بالسرطان، وشددت على أهمية هذا التتويج للنساء العالمات والباحثات في مختلف الميادين.
وقالت إنها من أهم الجوائز التي حصلت عليها، وتمثل تتويجا لمسارها العلمي، ولها وقع إيجابي على مسيرتها لما تمثله من اعتراف دولي بمجهوداتها، كما فتح لها المجال لإيصال أبحاثها وطنيا ودوليا. وأضافت أن الأمر يمثل متعة بالنسبة إليها وأرادت أثناء تسلمها الجائزة تسليط الضوء على اللباس التقليدي التونسي.
وبدأت ندى مسيرة الرداوي من مدينة قفصة وتحديدا في معهد الحسين بوزيان حيث تحصلت على الباكالوريا ثم سافرت إلى المانيا لمواصلة الدراسة وقامت على مدى خمس سنوات بالبحوث العلمية والتدريس إذ درست الكيمياء لطلبة الطب وطب الأسنان وكانت مسؤولة عن بحوث ختم الدراسة للعديد من طلبة الكيمياء.