في حادثة محفزة للجدل، قام وزير الأمن الإسرائيلي اليميني المتشدد، إيتمار بن جفير، بزيارة المسجد الأقصى يوم الأحد الماضي، الموافق 21 مايو 2023، حيث أكد أن "نحن أصحاب" القدس، ما أثار استنكارًا فلسطينيًا وعربيًا بعد فترة من التوتر المتصاعد.
تمت الزيارة صباح ذلك اليوم، بعد أيام من وقوع اشتباكات بين شباب يهود وفلسطينيين في مسيرة بالبلدة القديمة. وعبر بن جفير عن سعادته بالزيارة، مشيرًا إلى أنها "المكان الأهم بالنسبة لشعب إسرائيل".
يجدر الإشارة إلى أن التوترات المتعلقة بالمسجد الأقصى ساهمت في اندلاع حرب استمرت عشرة أيام في عام 2021، بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة. وقد حذرت حماس مرارًا من أنها سترد على ما تعتبره "اقتحامات" للحرم، الذي يخضع للوصاية الأردنية وفقًا للترتيبات الحالية المتفق عليها منذ وقت طويل للحفاظ على استقرار الأوضاع.
وقد أدان محمد حمادة، المتحدث باسم حركة حماس، زيارة وزير الأمن الإسرائيلي ببيان قائلاً "إن الاقتحام الهمجي الذي نفذه إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومي الصهيوني، برفقة مجموعة من المستوطنين المتطرفين لساحات المسجد الأقصى المبارك صباح ذلك اليوم، يؤكد على الخطر العميق الذي يهدد المسجد الأقصى في ظل هذه الحكومة الصهيونية الفاشية ومسؤوليها المتشددين".
وأضاف حمادة قائلاً "لن يستسلم شعبنا أمام هذا العدوان، ولن نترك الأقصى وحيدًا".
من جانبه، أكد بن جفير قائلاً "كل تهديدات حماس لا قيمة لها، فنحن أصحاب الأرض هنا في القدس وفي كل أرض إسرائيل".
يجدر بالذكر أنه وفقًا للترتيبات الحالية، يُسمح لغير المسلمين بزيارة الحرم دون السماح لهم بأداء الصلاة فيه. ومع ذلك، يزداد تزايدًا مخالفة الزوار اليهود لهذا الحظر.
تعتبر الفلسطينيين انتهاك حظر الصلاة تحديًا، ويشعرون بالقلق من سعي إسرائيل للسيطرة على الموقع.
وعلق نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على الأمر قائلاً "إن محاولات بن جفير لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى لن تنجح، وسيكون شعبنا الفلسطيني على استعداد لمواجهتها، وإن دخوله المسجد في ساعة مبكرة كما يفعل اللصوص لن يغير الواقع ولن يفرض سيادة إسرائيلية عليه".
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية اقتحام بن جفير للمسجد الأقصى، وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، السفير سنان المجالي، إن تصرف وزير الأمن الإسرائيلي "هو خطوة استفزازية مستنكرة"، وأكد أن "الانتهاكات المستمرة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتوسع الاستيطاني المستمر والاقتحامات المستمرة للأراضي الفلسطينية المحتلة تنذر بمزيد من التصعيد".
كما أدانت وزارة الخارجية المصرية "اقتحام المسجد الأقصى"، وأكدت أن "مثل هذه التصرفات الاستفزازية تتعارض مع المسؤولية والحكمة التي ينبغي أن يتحلى بها المسؤولون الرسميون"، مطالبةً الجانب الإسرائيلي بوقف هذه الممارسات التصعيدية التي تزيد من حدة التوترات في الأراضي المحتلة.
يرجى ملاحظة أن النص المعاد صياغته قد يكون مختلفًا عن النص الأصلي في الأسلوب والتعبير، ولكنه يحتفظ بالمعنى العام للمقال.