كشفت دراسة حديثة عُرضت في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض الجهاز التنفسي في فيينا عن دور واعد لعقار "سولثيام" المستخدم في علاج الصرع في تخفيف أعراض انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، وهي الحالة التي تسبب الشخير واللهاث المتكرر خلال النوم. هذه الدراسة الجديدة قد تمثل بارقة أمل للملايين الذين يعانون من هذه المشكلة.
اقرأ أيضا:
فهم أعماق النوم: الباحثون يكشفون عن صلة بين التنفس وتجديد الذاكرة
السعال المزمن: أسباب غير مرتبطة بالجهاز التنفسي
أظهرت النتائج أن المرضى الذين تناولوا جرعات عالية من "سولثيام" شهدوا تحسنًا ملحوظًا في حالتهم. حيث لاحظ الباحثون انخفاضًا يصل إلى 50% في مرات توقف التنفس أثناء النوم، بالإضافة إلى زيادة ملحوظة في مستويات الأكسجين في الدم، مما يعني تحسين جودة النوم بشكل عام.
الدكتورة جان هيدنر، الأستاذة المتخصصة في طب الجهاز التنفسي، أكدت أن "سولثيام" أثبت فاعليته بعد 12 أسبوعًا من التجارب السريرية. وأشارت إلى أن هذا الدواء قد يمثل نقلة نوعية في علاج مشكلة انقطاع التنفس، التي ترتبط بالنوم المتقطع، الصداع، والنعاس خلال النهار.
ما هو انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم؟ انقطاع النفس أثناء النوم هو حالة تؤدي إلى توقف متكرر للتنفس خلال النوم بسبب انسداد مجرى الهواء، مما يؤدي إلى نقص الأكسجين في الدم. هذا الانسداد قد يكون نتيجة عدة عوامل مثل الوزن الزائد، استهلاك الكحول، أو انسداد في الأنف. الدكتور بويك كوتيكا، استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة، أوضح أن تعديل نمط الحياة، مثل فقدان الوزن، يمكن أن يساعد في التخفيف من حدة المشكلة.
ما الفرق بين الشخير وانقطاع التنفس؟ على الرغم من الاعتقاد الشائع بأن الشخير هو نفسه انقطاع التنفس أثناء النوم، أوضح الدكتور كوتيكا أن الشخير ناتج عن تدفق هواء متقلب، وقد لا يشير بالضرورة إلى مشكلة صحية خطيرة. لكن في حال انسداد مجرى الهواء بشكل كامل ومستمر، فإن الوضع يتحول إلى انقطاع النفس أثناء النوم، وهو أكثر خطورة.
خيارات العلاج: بينما تظل النتائج حول فعالية "سولثيام" بحاجة إلى مزيد من الدراسة، فإن هناك خيارات علاجية أخرى لانقطاع التنفس أثناء النوم، مثل أجهزة الضغط الإيجابي المستمر على المجرى الهوائي (CPAP)، والأجهزة الفموية، وبعض الجراحات البسيطة التي يمكن أن تساعد في فتح مجرى الهواء.
هل يمكن أن يكون "سولثيام" هو الحل المنتظر لملايين الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة؟ الأيام القادمة قد تحمل الإجابة، ولكن إلى حين ذلك، تبقى النصيحة الرئيسية هي الحفاظ على وزن صحي وتجنب الكحول لتحسين جودة النوم.