خسارة تنظيم داعش لمناطقه في كل من سوريا والعراق والحديث عن تهريب إرهابيين من الرقة دفعا مسؤولين للتحذير من تحول منطقة شمال أفريقيا إلى معقل لهم.
القاهرة - تصاعدت المخاوف من تحول منطقة شمال أفريقيا إلى معقل للمتطرفين خاصة التابعين منهم لتنظيم داعش، عقب خسارتهم لمواقعهم في كل من سوريا والعراق.
وأعلن وزير الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل الأربعاء أن منطقة شمال أفريقيا مهددة من المسلحين الأجانب الفارين من ساحات القتال بسبب هزائم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
وتحدث مساهل خلال مؤتمر صحافي في القاهرة بعد لقاء حول ليبيا مع نظيريه المصري سامح شكري والتونسي خميس الجهيناوي.
وقال مساهل “منطقتنا مهددة بعودة المقاتلين الأجانب، المؤشرات والتقارير تقول إن العودة ستكون إلى منطقتنا”.
وخسر تنظيم داعش 95 في المئة من الأراضي التي تمكن من السيطرة عليها في العام 2014 في كل من سوريا والعراق المجاور، وشكلت مناطق أعلن فيها إقامة ما يسمى بـ”الخلافة الاسلامية”، وفق ما أفاد التحالف الدولي بقيادة واشنطن الخميس.
وحذرت الإمارات بدورها من مغبة هروب العديد من الإرهابيين من مدينة الرقة التي كانت معقلا لمقاتلي تنظيم داعش الإرهابي.
وقال علي النعيمي، رئيس برنامج الإمارات لمكافحة الإرهاب، إن مقاتلين تابعين للتنظيم الإرهابي “انتقلوا إلى ليبيا والصومال ودول أفريقية جنوب الصحراء الكبرى والفلبين”.
وشدد النعيمي على أن هناك مجموعات في إقليم إدلب تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي تمثل خطرا كبيرا، وقال إن هذه المجموعات تسيطر هناك على منطقة يسكنها مليونا نسمة وتعاني من انتشار البطالة “وهو ما يسهل عليهم تجنيد إرهابيين جددا”.
ووفقا لتحقيقات أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية BBC فإن قافلة مكونة من عشرات الشاحنات والحافلات غادرت الرقة في أكتوبر الماضي، وذلك قبل وقت قصير من دخول ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة.
ورجحت هذه التقارير أن يكون اتفاق أبرمه آنذاك جزء من المقاتلين المحليين في الرقة قد سمح لما لا يقل عن 250 من مقاتلي التنظيم قد غادروا المدينة مع نحو 3500 من ذويهم.
ولم تذكر التقارير الوجهة التي اتخذها الإرهابيون عقب فرارهم من الرقة، لكن مراقبين يتوقعون أن يكونوا قد اتجهوا نحو تركيا.
وتتماهى التحذيرات الإماراتية مع تصريحات الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني العقيد أحمد المسماري مطلع أكتوبر الماضي، عندما اتهم قطر بنقل المتطرفين المهزومين في سوريا إلى ليبيا.
وأضاف حينئذ “قطر تنقل مسلحي داعش من سوريا إلى ليبيا والدعم المالي القطري للجماعات الإرهابية مازال مستمرا في ليبيا”.
وأكد أن نتائج تحقيقات مع عناصر تنظيم داعش المقبوض عليهم في حرب سرت والتي نشرها رئيس مكتب النائب العام في طرابلس الصديق الصور أكدت أن تركيا تدعم الإرهاب، وذلك عبر نقل المتشددين من ليبيا إلى سوريا والعكس.
وقال الصور نهاية سبتمبر الماضي إن أغلب العناصر الإرهابية غادرت بعد هزيمتها في بنغازي وسرت نحو تركيا وسوريا والعراق وغيرها.
وبدأ تنظيم داعش الذي فقد أبرز ثلاثة معاقل له في ليبيا (درنة، بنغازي، سرت) محاولات لإثبات وجوده من جديد في البلاد، حيث نفذ هجمات على بوابة تابعة للجيش الوطني جنوب سرت أغسطس الماضي، كما هاجم مدينة مصراتة مطلع أكتوبر الماضي. وكان تقرير نشرته شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية الأميركية أكد أن تنظيم داعش يسعى إلى الاستفادة من الوضع الأمني والسياسي الفوضوي لاستخدام ليبيا كقاعدة انطلاق لعودة ظهوره، حيث يحاول التنظيم تجنيد الجهاديين من المناطق الجنوبية الريفية وبلدة صبراتة الغربية، والتي تقع على بعد 60 ميلا من الحدود التونسية.
ونقل التقرير عن روبرت يونج بيلتون، المحلل الأمني، قوله إن داعش في وضع جيد يمكنه من البقاء على قيد الحياة، لا سيما بعد خسائره في الموصل والرقة، مؤكدا أن تعزيز الدعاية له يضمن التجنيد المستمر.
وقالت قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر إنها نفذت ضربات جوية ضد من يشتبه بكونهم متشددين من تنظيم الدولة الإسلامية الأربعاء جنوبي مدينة سرت المعقل السابق للتنظيم.
وقال شريف العوامي القائد بالقوات الجوية في الجيش الوطني الليبي لرويترز “قام سلاح الجو الليبي الأربعاء بقصف وتدمير أكبر تمركز لتنظيم داعش جنوب سرت بعد تحديد الموقع من فترة. هذا التمركز عبارة عن خيمة كبيرة وسيارات عسكرية وبنزين ومياه”.
وأضاف أن الموقع كان يستخدم قاعدة لشن الهجمات.
وألقت قوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق في ليبيا، الثلاثاء، القبض على 8 عناصر ينتمون لتنظيم داعش في منطقة جارف جنوب مدينة سرت، كما عثرت على مخازن نحاس وكوابل كهربائية بحوزتهم.
وأوضح المركز الإعلامي للقوات، على صفحته بفيسبوك، أن “عناصر من قوة تأمين سرت تعرضوا لإصابات بسيطة إثر محاصرتهم واشتباكهم مع هذه المجموعة المسلحة خلال عملية ملاحقتها”.
وكان رئيس لجنة تفعيل الأجهزة الأمنية بمدينة سرت، الملازم الزروق سويطي أعلن الاثنين أن تنظيم داعش ظهر مجددا قرب مدينة سرت، وأقام صباح الأحد نقطة تفتيش في موقع يبعد 20 كلم جنوب منطقة بوهادي قرب سرت.
وأضاف أن “التنظيم أصبح يتخذ من الأودية الوعرة الواقعة على بعد 80 كيلومترا جنوب منطقة بوهادي مقرا له”، مؤكدا أن عناصره “قاموا بالاعتداء وتفتيش سيارات المواطنين المارين بالطريق، كما أنهم يقومون من وقت لآخر بشن هجمات مسلحة على المحال التجارية جنوب منطقة بوهادي، وإقامة نقاط تفتيش في الطريق”.