تحذيرات عربية من مغبة الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل.. وترامب ما زال يدرس مسألة الاعتراف رغم توقيعه على تأجيل قرار نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس
مدينة القدس تهدد بأزمة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإسرائيل وبين الدول الإسلامية: أبدت دول إسلامية بارزة، اليوم الثلاثاء، رفضها القاطع للخطوة التي قد يقدم عليها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال أيام، بشأن مدينة القدس، وهي الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل. ووصفت الدول خطوة بأنها "بالغة الخطورة".
وقد هدّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في تصريح حول هذا التطور قائلا: "مسألة القدس قد تؤدي إلى قطع العلاقات مع إسرائيل"، مشيرا إلى أن تركيا تجهز نفسها لخوض نضال حازم ضد نية الرئيس الأمريكي، ولن تخشى من الإقدام على خطوات شديدة بهذا الشأن. وكانت السعودية قد أنذرت من أن الخطوة التي يدرسها ترامب "ستمس بمشاعر المسلمين".
وردّ الوزير الإسرائيلي، نفتالي بينيت، على تهديد الرئيس التركي بقطع العلاقات مع إسرائيل في مسألة القدس قائلا: "للأسف، الرئيس التركي لا يفوت أية فرصة لشن الهجوم على إسرائيل. في نهاية المطاف، نفضل قدسا موحدة على محبة أردوغان".
ويشير مراقبون إسرائيليون وأمريكيون إلى أن الرئيس الأمريكي ينوي إعلان القدس عاصمة موحدة لإسرائيل خلال خطاب سياسي من المقرر إلقاؤه غدا في واشنطن. ويشير هؤلاء إلى أن ترامب يدرس الفكرة بجدية رغم أنه وقّع اليوم على تأجيل نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.
ويواجه الرئيس الأمريكي ضغوطا من قبل الجانب الجمهوري في أمريكا للاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل وذلك تنفيذا لوعده خلال الحملة الانتخابية. ومن الطرف الآخر، يعارض البيت والأبيض والخارجية الأمريكية الفكرة لأنها تخالف الموقف الأمريكي للرؤساء الأمريكيين السابقين لترامب بأن مستقبل القدس يجب أن يحدد في إطار المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
وفي غضون ذلك، أجرى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي، أعرب خلالها عن قلقه من عواقب الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة إسرائيل. وحذّر من أن الخطوة التي يدرسها ترامب الاعتراف من طرف واحد فكرة سيئة.
وكذلك أعرب وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، عن معارضة بلده لإمكانية اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة إسرائيل، مطالبا واشنطن بالامتناع عن خطوات أحادية الجانب قد تؤجج الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.