عادت لطيفة العرفاوي إلى حضن وطنها، لكن هذه المرّة لم تكن لتغني… بل لتُتوَّج.
في مشهد مفعم بالعاطفة والفخر، وقفت "ابنة تونس المشاغبة بصوتها، الهادئة في انتمائها"، تتسلّم تكريمًا وُصف بأنه من أكثر اللحظات توهجًا في تاريخ النقابة التونسية للمهن الموسيقية والمهن المجاورة.
لم يكن الحدث مجرد تكريم، بل كان لحظة اعتراف رسمي من تونس بصوت أنصفها عربيًا قبل أن يُصافحها وطنيًا.
لطيفة التي قالتها مرارًا في أغنياتها: "أنا تونسية رغم كل المسافات"… تلقّت أخيرًا الردّ: "ونحن نعرف قيمتك… ولو بعد حين."
مسيرة فنية امتدت لعقود، صعدت فيها لطيفة من حيها الشعبي إلى المنصات العالمية، من تونس الخضراء إلى القاهرة، ومن باريس إلى الخليج... تحمل معها اسم بلدها دون زيف، دون تكلّف، دون تنازلات.
وقالت في كلمتها وسط التصفيق:
"هذا التكريم له نكهة مختلفة... تونس ما تنساش أولادها"
"هو مش بس اعتراف بمسيرة، هو دفعة جديدة في قلبي لأواصل..."
هكذا ببساطة ردّت لطيفة، التي لم تتغيّر رغم تغيّر الزمن… ظلت تُغني، وتُراوغ الألم باللحن، وتزرع في كل حفلة حبًا لتونس لا يذبل.
لطيفة تُكرَّم… لكن المشهد الأجمل أن تونس هي التي كُرّمت بصوتها.