زيارة خاشقجي إلى لندن
قضى خاشقجي الأيام التي سبقت ما قيل إنه موعد له في القنصلية في إسطنبول في لندن. قيل إن الرجل حضر ندوة حول فلسطين في العاصمة البريطانية. من التقى خاشقجي في تلك الأيام وجد في الرجل حيوية لا تشي بأي ارتباك متعلّق بموعد له مع سلطات بلاده المتمثلة بالقنصلية. حتى أن بعض التعليقات بعد اختفائه رأت أن الرجل على ما يبدو كان يعتبر ذلك الموعد روتينيا غير مقلق على النحو الذي يتيح له أن يقضي “الويك آند” في لندن دون أن يقلق من موعد الثلاثاء.
تقول بعض الآراء إن جمال خاشقجي كان يحظى بعلاقات جيّدة مع السلطات التركية، وقد جمعته صورة مشتركة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومع ذلك لم يبلغ السلطات التركية بموعده في السفارة ولم يصطحب إلا التركية خديجة جنكيز التي تقدّمت بصفتها خطيبته.
وتضيف هذه الآراء أن خاشقجي الذي انتقد سياسة بلاده، مؤخرا، لم يعتبر أن زيارته للقنصلية تتخذ طابعا استثنائيا تستحق استدراج السلطات التركية، كما لا تستحق استدراج وسائل الإعلام التي لطالما استهوته.
وتكشف المعلومات أن الرجل لم يستغرب التواصل مع قنصلية بلاده في إسطنبول وهو الذي كان على تواصل مع سفارة بلاده في واشنطن ومع السفير السعودي هناك الأمير خالد بن سلمان نجل العاهل السعودي وشقيق ولي العهد.
وعلى الرغم من أن بعض الشخصيات التي التقت بخاشقجي في لندن عشيّة سفره إلى تركيا قالت إنه كان “سعيدا بزواجه الجديد”، لكن، للمفارقة، أنه لم يحدّثهم أبدا عن موعده يوم الثلاثاء في القنصلية السعودية في إسطنبول. فهل أخفى الرجل هذا الأمر ولماذا؟
نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، بيانا للسفارة السعودية في واشنطن، أكد فيه الأمير خالد بن سلمان أن “التقارير التي تزعم بأن خاشقجي، قد اختفى في القنصلية السعودية في اسطنبول أو أن سلطات المملكة احتجزته أو قتلته زائفة تماما ولا أساس لها من الصحة”، مضيفا “لا أعرف من يقف وراء هذه الادعاءات، أو نواياهم، ولا يهمني صراحة”.
وبحسب البيان، قال السفير السعودي “لا شك أن عائلته (خاشقجي) في المملكة قلقة جدا عليه، وكذلك نحن”، موضحا أن “خاشقجي لديه العديد من الأصدقاء في السعودية، وأنا منهم، فعلى الرغم من الاختلافات في عدد من القضايا، لا سيما مسألة اختياره ما أسماه (النفي الاختياري)، حافظنا على التواصل في ما بيننا عندما كان في واشنطن”.
وأفاد الأمير خالد بن سلمان أن “ما يهم المملكة والسفارة السعودية حاليا هو سلامة خاشقجي”، مؤكدا أنه “مواطن سعودي، وسلامته وأمنه من أولويات المملكة”.
وشدد أيضا على أن القنصلية السعودية في إسطنبول تتعاون بشكل كامل مع السلطات المحلية للكشف عمّا حدث بعد مغادرته، إضافة إلى ذلك، فقد أرسلت المملكة فريقا أمنيا، بموافقة الحكومة التركية، للعمل مع نظرائهم الأتراك، مؤكدا أن “الهدف هو الكشف عن الحقيقة وراء اختفائه”.
وأشارت واشنطن بوست أيضا إلى أن السفير السعودي في واشنطن، أكد خلال لقائه مع الصحافي فريد ريان، الاثنين، أنه “من المستحيل أن يعمل موظفو القنصلية على التعتيم على مثل هذه الجريمة، ولا يكون لنا علم بذلك”.
وأوضح السفير السعودي، “أنه كان على اتصال بخاشقجي خلال العام الماضي، بعد أن تحول إلى صوت يوصف بالمعارض لسلطات بلاده”، مضيفا أنه “قابل جمال خاشقجي شخصيا العام الماضي، وتبادلا الرسائل النصية كذلك”.