يشغل مضيق هرمز، الواقع بين سلطنة عمان وإيران، ويربط الخليج العربي بخليج عمان وبحر العرب، أهمية استراتيجية في صناعة الطاقة بالعالم.
وتصاعدت حدة التوتر في المنطقة، مساء 19 يوليو/ تموز الجاري، بعد إعلان إيران احتجاز ناقلة نفط بريطانية بالمضيق، "لخرق لوائح تتعلق بالمرور"، بعد ساعات من إعلان محكمة في جبل طارق، تمديد احتجاز ناقلة نفط إيرانية لـ 30 يوما.
وبلغ معدل التدفق اليومي للنفط في المضيق 21 مليون برميل يوميا في 2018، ما يعادل حوالي 21 بالمئة من استهلاك السوائل البترولية على مستوى العالم، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، مما يجعله أكبر ممر مائي في العالم.
ويؤدي عدم عبور ناقلات النفط في المضيق، حتى لو بشكل مؤقت، إلى تأخر في الإمدادات وارتفاع تكاليف الشحن، وبالتالي ارتفاع أسعار الطاقة العالمية.
وفي 2018، شكلت التدفقات النفطية عبر المضيق، حوالي ثلث إجمالي النفط العالمي المحمول بالبحر، وأكثر من ربع تجارة العالم من الغاز الطبيعي المسال.
وتعرضت ناقلات نفط وطائرة تجسس أمريكية للهجوم منذ مايو/ أيار الماضي، بالقرب من المضيق، وسط توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران.
ويعود تصاعد التوترات، إلى ارتفاع حدة القيود المفروضة على تجارة النفط الإيرانية إلى العالم، بفعل عقوبات أمريكية فرضت في نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، وضاق الخناق أكثر عليها في مايو/ أيار الفائت.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه أصدر أمرا بوقف الغارات الجوية ضد إيران في اللحظة الأخيرة، ردا على قيام طهران بإسقاط طائرة أمريكية بدون طيار فوق الخليج.
وخلال الأشهر الـ 12 الماضية، فرضت إدارة ترامب عقوبات جديدة على إيران، لخنق اقتصادها بسبب برنامجها النووي، شمل صناعة النفط ونظم المدفوعات الدولية وقطاعات اقتصادية أخرى.
وتستهدف بعض القيود الاقتصادية على وجه التحديد، صادرات النفط الإيرانية، التي تمثل شريان الحياة الاقتصادية للبلاد، والمصدر الأبرز للنقد الأجنبي.
ومرارا، هددت إيران بتعطيل شحنات النفط عبر مضيق هرمز، ما يحدث تداعيات صادمة للهند والصين وعشرات البلدان الأخرى التي تستورد النفط الخام في الشرق الأوسط بكميات كبيرة.
وقدرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن 76 بالمئة من النفط الخام والمكثفات التي مرت عبر المضيق، ذهبت إلى الأسواق الآسيوية في 2018.
وقالت الإدارة، إن الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة، أكبر وجهات لنقل النفط الخام عبر المضيق إلى آسيا، ما يمثل 65 بالمئة من إجمالي تدفقات النفط الخام والمكثفات في هرمز في العام الماضي.
وأصبحت الولايات المتحدة، أقل اعتمادا على نفط الخليج، بفضل طفرة النفط الصخري وارتفاع إنتاجها من النفط والغاز.
وبلغ متوسط واردات الولايات المتحدة من دول الشرق الأوسط أقل من 1.05 مليون برميل يوميا في مارس/ آذار الماضي، مقابل 3.08 ملايين برميل يوميا في أبريل/ نيسان 2003، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الامريكية.
وخلال تلك الفترة، ارتفع إنتاج النفط في الولايات المتحدة إلى ما يقرب من 12 مليون برميل يوميا، من 5.73 ملايين برميل يوميا.
ويمر عبر مضيق هرمز، معظم النفط الصادر إلى العالم من بلدان: السعودية، والإمارات، والعراق، والكويت.
وهناك خيارات محدودة لمرور النفط عبر المضيق، حيث يوجد فقط لدى السعودية والإمارات خطوط أنابيب يمكنها شحن النفط الخام خارج الخليج.
في نهاية 2018، بلغ إجمالي طاقة أنابيب النفط الخام المتاحة من البلدين مجتمعين 6.5 ملايين برميل يوميا.
ولأهميته الاستراتيجية في ضمان أمن الطاقة بالعالم، اتفق وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا، على "العمل سويا من أجل ضمان أمن الملاحة البحرية بمضيق هرمز" .
وانضمت الكويت، إلى تحذيرات سعودية وقطرية من التصعيد وتعريض أمن الملاحة البحرية في المنطقة لتهديد مباشر، على خلفية احتجاز إيران ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز.