حذر قسطنطين كوساتشوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي من ان مقتل قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني في غارة أمريكية بالعراق من أنه ينذر باندلاع "حربٍ شيعية أمريكية في العراق".
واعتبر كوساتشوف في تصريحات لوسائل الإعلام الروسية، اغتيال سليماني بأنه "انتقام للاعتداء على السفارة الأمريكية في بغداد" من قبل الحشد الشعبي في الأيام القليلة الماضية.
وقال: "مع الأسف الرد بالمثل لن يتأخر. إنّ اندلاع الحروب سهل ولكن إنهاءها صعب جدًا"، معتبرًا أن "الخبر كان وقعه ثقيلاً على الشيعة المتطرفين في العراق، وأنّ هذه العملية تنذر بحرب شيعية أمريكية في بغداد".
إلى ذلك، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الجمعة، فصيله المسلح المعروف باسم "جيش المهدي" وفصائل أخرى "منضبطة"، إلى الاستعداد من أجل حماية العراق.
وقال الصدر عبر "تويتر"، إن استهداف سليماني "من الاستكبار العالمي (أمريكا) هو استهداف للجهاد والمعارضة والروح الثورية الدولية، لكن لن ينالوا من عزمنا وجهادنا".
وأضاف: "أسأل الله أن يجنب المنطقة الخطر.. ويجنب عراقنا المخاطر والبلاء.. وأتمنى من الجميع التحلي بالحكمة والحنكة".
وتابع الصدر: "إنني كمسؤول المقاومة العراقية الوطنية، أعطي أمرا بجهوزية المجاهدين لا سيما (جيش الإمام المهدي) و(لواء اليوم الموعود)، ومن يأتمر بأمرنا من الفصائل الوطنية والمنضبطة، لنكون على استعداد تام لحماية العراق".
وفي 2007، جمّد الصدر عمل فصيل "جيش المهدي" الذي كان يقاتل الجنود الأمريكيين إبان احتلال الولايات المتحدة للعراق (2003 ـ 2011).
على الرغم من ذلك، كان الصدر يملك فصيلاً مسلحًا باسم "سرايا السلام"، والتي انضمت لاحقًا لفصائل الحشد الشعبي.
وفجر الجمعة، قتل سليماني، وأبو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبي، و8 أشخاص كانوا برفقتهما، في قصف صاروخي استهدف سيارتين على طريق مطار بغداد.
ويأتي هذا التصعيد بعد أعمال عنف رافقت تظاهرات أمام السفارة الأمريكية في بغداد يومي الثلاثاء والأربعاء، احتجاجا على قصف الولايات المتحدة كتائب "حزب الله" العراقي، المقرب من إيران، ما أدى إلى مقتل 28 مسلحا وإصابة 48 آخرين بجروح، في محافظة الأنبار (غرب).
ويتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، حليفتي بغداد، وسط مخاوف من تحول العراق إلى ساحة صراع بين الدولتين.