الصفحة 3 من 3
إنقاذ نتنياهو
أجمع محللون سياسيون فلسطينيون على أن التوقيت الذي وصفوه بـ”المشبوه” للإعلان عن خطة السلام المعروفة إعلاميا بـ“صفقة القرن”، يأتي خدمة لمصالح شخصية وحزبية لكل من ترامب ونتنياهو.ويواجه ترامب محاكمة لعزله، حيث انطلقت الثلاثاء الماضي بمجلس الشيوخ الأميركي، الجلسة الإجرائية التي تدشن المحاكمة، بينما من المقرر أن يبتّ الكنيست الإسرائيلي، الثلاثاء، في طلب نتنياهو الحصول على الحصانة من المحاكمة بتهم الفساد.
وقال ترامب الجمعة الماضي، إنه يعتزم الكشف عن خطته، قبل الثلاثاء، اليوم الذي سيجتمع فيه مع نتنياهو وزعيم المعارضة الإسرائيلية، بيني غانتس.
ويعتبر هذا الإعلان، وفق المحللين، ومن وجهة النظر الأميركية الإسرائيلية وصفة لـ”النجاح والحصول على الدعم الداخلي لكلا الطرفين”.
وكانت الإدارة الأميركية قد أرجأت، خلال الأشهر القليلة القادمة إعلان “صفقة القرن”، لأسباب أرجعها مراقبون سياسيون “إلى الظروف الانتخابية الإسرائيلية”.
وتُبدد هذه الصفقة حلم إقامة الدولة الفلسطينية وفق الأعراف الشرعية القائمة على مبدأ “حل الدولتين”؛ الأمر الذي تتمسك به القيادة الفلسطينية.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني وديع أبونصار، إن توقيت صفقة القرن يأتي لإنقاذ نتنياهو، مستبعدا أن تقدّم الصفقة أي حق للفلسطينيين.
وأضاف “التوقيت مشبوه، يأتي بالتوازي مع بداية جلسات الكنيست للبت بحصانة نتنياهو، ترامب يريد أن يساعده، ويساعد نفسه كي يظهر أمام اليمين المتطرف بالولايات المتحدة أنه قادر على تقديم شيء لحماية إسرائيل”.
واعتبر أبونصار أن الوضع الذي تمر به القضية من أصعب الأوضاع بسبب غياب “الاستراتيجية الوطنية”.
أما على الصعيد الإسرائيلي الداخلي، فقد أثار توقيت الإعلان عن الصفقة ريبة عدد من قادة الأحزاب، من بينهم رئيس “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، الذي اعتبر ذلك التجاء من نتنياهو إلى واشنطن. واستكمل قائلا ”لو أن ليبرمان رأى أن إعلان الصفقة يصب في مصلحة إسرائيل لبارك هذه الخطوة”.
ويرجح أن تنجح هذه الخطوة في إنقاذ مستقبل نتنياهو السياسي؛ لكون أن المعارضة الإسرائيلية باتت تتبنى الأفكار التي تطرحها الصفقة ذاتها.
واتفق محيسن مع سابقه أبونصار، في اعتقاده أن الإعلان عن هذه الصفقة في هذا التوقيت يأتي لخدمة الأجندات السياسية ودعم تيار اليمين الذي يقوده نتنياهو.