بينامين نتنياهو يسعى إلى تسريع خطوات تنفيذ بنود الصفقة، وذلك في علاقة بعملية ضم غور الأردن والمستوطنات لاعتبارات سياسية في علاقة بالانتخابات التشريعية.
القدس - برز انقسام أميركي إسرائيلي وحتى بين “صقور” البيت الأبيض أنفسهم بشأن توقيت تنفيذ بنود خطة السلام التي طرحها الرئيس دونالد ترامب مساء الثلاثاء، والتي لاقت ترحيبا إسرائيليّا ومعارضة فلسطينية.
وتقوم الخطة الأميركيّة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على اعتبار القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، وضم الأخيرة لنحو 30 بالمئة من الضفة الغربية (غور الأردن) وتكريس “شرعية” المستوطنات، في المقابل تعد الخطة الفلسطينيين “بدولة” على “المدى البعيد”، “مقطوعة الأوصال” جغرافيّا ومنزوعة السلاح والسيادة.
ويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بينامين نتنياهو وحلفاؤه من اليمين إلى تسريع خطوات تنفيذ بنود الصفقة، خاصة في علاقة بعملية ضم غور الأردن والمستوطنات لاعتبارات سياسية في علاقة بالانتخابات التشريعية الإسرائيلية المقررة إجراؤها في 2 مارس المقبل، في المقابل يبرز تردد أميركي وانقسام بشأن هذه الخطوة لعدة اعتبارات، لعل أهمها أن هناك هواجس من ردّ فعل الفلسطينيين وأيضا لقلق القوى المنافسة لنتنياهو وحلفه اليميني من تأثير ذلك على نتائج الانتخابات.
وفيما اعتبر سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان المعروف بقربه من نتنياهو، أن الدولة اليهودية “لا يجب أن تنتظر على الإطلاق”، قال مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر الذي يعد “عراب الخطة”، إن واشنطن لا تريد أي خطوات على الأرض قبل الانتخابات العامة الإسرائيلية.
وكان مسؤولون إسرائيليون تحدثوا عن أن بنيامين نتنياهو سيدعو وزراء حكومته خلال الاجتماع الأسبوعي الأحد إلى الموافقة على ضم أجزاء من الضفة الغربية والتي ستكون جزءا من إسرائيل بموجب الخطة الأميركية.
وقال كوشنر في مقابلة مع شركة “جيزارو ميديا” التابعة لمجموعة المخاطر السياسية البارزة في مجموعة “أوراسيا”، “أملنا أن ينتظروا إلى ما بعد الانتخابات”. وأضاف “الآن، سنبدأ العمل على الأمور التقنية لكنني أعتقد أننا سنحتاج إلى حكومة إسرائيلية من أجل المضيّ قُدما”.
ويرأس نتنياهو حاليا حكومة انتقالية، بعد فشل حزب الليكود الذي يتزعمه من الفوز بالأغلبية في انتخابات أبريل وسبتمبر العام الماضي.
ويتنافس الليكود مع التحالف الوسطي “أزرق أبيض” الذي يتزعمه رئيس هيئة الأركان الأسبق بيني غانتس على رئاسة الوزراء، وكان غانتس قد زار واشنطن قبيل إعلان الخطة الموعودة والتقى بالرئيس دونالد ترامب، معلنا عن سعادته بما تضمّنته الخطوة ومشيرا إلى أنه سيعمد في حال نجاحه في الاستحقاق على البدء فورا في تنفيذها، في محاولة لاجتذاب
الناخب الإسرائيلي التي تكشف استطلاعات الرأي بعد إعلان الصفقة أنه بات يميل لليكود، وإن كانت الفوارق ليست بالكبيرة.
ويعتبر المجتمع الدولي المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي التي انتُزعت خلال حرب 1967 انتهاكا للقانون الدولي.
ويعتقد محللون أن نتنياهو سيعمد إلى ضم تلك المستوطنات قريبا، خاصة أنه في حاجة ملحة لضمان نصر انتخابي في ظل اتهامات يواجهها بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وتجد خطوته تلك تأييدا كبيرا من حلفائه في اليمين.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت الذي يترأس حزب “اليمين الجديد” الأربعاء “كل ما سيتم تأجيله لما بعد الانتخابات لن يحدث على الإطلاق، الكل يدرك ذلك”.
وأضاف “كل مستوطنة وكل أرض سيتم تأجيل ضمها لما بعد الانتخابات ستبقى خارج إسرائيل لمدة 50 عاما إضافية”. وتابع بينيت ساخرا “إذا تأخرنا أو قللنا من أمر تطبيق السيادة، فإن فرصة القرن ستصبح ملكة جمال القرن”. من جهة ثانية، قال وزير السياحة الإسرائيلي ياريف ليفين الذي ينتمي لليكود في تصريح لإذاعة الجيش إن الحكومة تريد اتخاذ قرار بشأن الضم في أسرع وقت ممكن خلال عدة أيام.
ويعد إعلان ترامب لخطة السلام هدية كبرى لإسرائيل ولنتنياهو الذي بات مستقبله السياسي على المحكّ، وسبق وأن قال زعيم الليكود “هذه الفرصة تحصل مرة واحدة ولا يمكن تفويتها”.
وجدّد نتنياهو خلال لقائه الخميس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الخطة الأميركية “فرصة فريدة” لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ولم يأت الرئيس الروسي في مستهل لقائه بنتنياهو في الكرملين على أي ذكر للخطة، فيما أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن الفلسطينيين والإسرائيليين من يقررون بشأنها.