الصفحة 2 من 3
اندفاع غير محسوب
يعتبر هؤلاء أن المعارك التي يخوضها تحالف دمشق موسكو طهران ضد مناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية الموالية لأنقرة، تسبب إحراجا حقيقيا لأردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا، كما تربك كل السياسة الخارجية التركية التي تنتهجها، سواء في ملف سوريا أو ملف النزاع في البحر المتوسط أو ذلك في ليبيا.
لكن المراقبين يعتبرون أن تركيا باتت في موقف ضعيف أمام روسيا بسبب ما يربط البلدين من علاقات اقتصادية باتت متقدمة وحيوية بالنسبة لأنقرة، وأن مرور أنبوب الغاز الروسي عبر تركيا كطريق لوصوله إلى أوروبا جعل من تركيا بلدا مرتهنا لهذا التحول الجيواستراتيجي.
وبناء على ذلك يعتبر المراقبون أن انتقادات أردوغان لموسكو وحديثه عن موت عمليتي أستانة وسوتشي مجرد توزيع أدوار يتشارك في لعبها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
لهجة الحزم في الإشارة إلى روسيا مباشرة بعد أن كانت الانتقادات توجه إلى دمشق والميليشيات التابعة لها، تهدف إلى تهدئة الفصائل السورية القريبة من أنقرة والتي يعمل بعضها على إرسال الآلاف من مقاتليها نحو ليبيا لدعم الجهد التركي العسكري في دعم حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج في طرابلس.
وكان أردوغان قد قال إن روسيا “لا تمتثل” لاتفاق سوتشي لعام 2018 لإنشاء منطقة منزوعة السلاح حول آخر معقل للمتمردين السوريين حيث يستمر تقدم قوات النظام السوري على الحدود المتاخمة لتركيا في ريف حلب ومدن إدلب. وأضاف الأربعاء “أصبحت عملية أستانة محتضرة”، وأنه “يجب على تركيا وروسيا وإيران البحث عن وسيلة لإحيائها”.
ويعتقد متخصصون في الشؤون التركية أن أردوغان الذي سبق له أن قبل بالضغط على المعارضة للانسحاب من مناطق استراتيجية وتسليمها للقوات الروسية وقوات النظام، لاسيما حلب، لن يتردد في تسليم مناطق جديدة مقابل صفقة ما قد تطال سيطرة تركيا على مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في شرق سوريا، وهي ميليشيات لطالما اعتبرها الجانب التركي إرهابية تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني في تركيا والذي تعتبره تركيا ودول كثيرة، لاسيما الولايات المتحدة، إرهابيا.