في حادثة صادمة، استقال بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني السابق، من عضوية مجلس العموم واتهم زملاءه في البرلمان بمحاولة إطاحته في ما يشبه "مطاردة الساحرات". هذا القرار أثار الفوضى وسخر منه المعارضون، بينما تباينت ردود فعل أنصاره.
تحدث الحلفاء والأصدقاء المقربون عن حالة الصدمة التي أصابت حكومة المحافظين جراء هذا القرار المفاجئ لجونسون. في المقابل، يؤكد بعض المؤيدين المخلصين على أن الزعيم السابق لا يزال لديه فرصة للعودة.
قضية "بارتي غيت" وتداعياتها كانت السبب الرئيسي وراء استقالة جونسون، حيث اتُهم بالتضليل فيما يتعلق بسلسلة من التجمعات غير القانونية التي جرت خلال فترة جائحة كوفيد-19. اعترف جونسون بأنه قد تلاعب بالبرلمان عندما أكد أنه لم يقم بذلك عن عمد، لكن لجنة المعايير تشير إلى وجود تصرفات مغايرة.
الاستقالة جاءت بعد تلقي جونسون تقريرًا من لجنة الامتيازات التي لم تكشف عن نتائجها بعد، وإذا ما اتضح أنه قد كذب عمدًا، فسيواجه إيقافًا عن العمل البرلماني. جونسون اتهم اللجنة بأنها تسعى إلى إدانته بغض النظر عن الحقائق.
من المقرر أن تجري انتخابات فرعية لاختيار خلف لجونسون في مجلس العموم، ومع استقالة حلفائه، سيتعين عقد ثلاث انتخابات فرعية تقريبًا في نفس الوقت، مما يزيد من صعوبة الموقف لرئيس الوزراء الحالي، ريشي سوناك.
قد تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تراجع شعبية حزب المحافظين خلال الفترة العصيبة التي قادها جونسون، ولم يتمكن الحزب من استعادة تلك الشعبية. يظهر استطلاع الرأي تفوق حزب العمال المعارض بفارق يصل إلى 20 نقطة أو أكثر. من المتوقع أن تجرى انتخابات وطنية في نهاية عام 2024.
من جهته، يعبر حلفاء جونسون عن أملهم في أن لا تشكل هذه الاستقالة نهاية مسيرته السياسية. صرح النائب المحافظ جون ريدوود قائلاً: "أكد جونسون أنه لا يعتبر ذلك نهاية لحياته السياسية". ومع ذلك، يشكك كثيرون في إمكانية عودة السياسي الذي يبدو في كثير من الأحيان أنه يتحدى الجاذبية السياسية.
هناك مقارنات تُجرى بين جونسون والرئيس السابق للولايات المتحدة، دونالد ترامب، الذي ادعى أيضًا تعرضه للاضطهاد من قبل مجموعة من الأعداء بعد تركه منصبه. يقول بعض المحللين إن كل ما يحدث يشبه بشدة نهج ترامب.
وفي النهاية، يعتقد البعض أن جونسون يستوحي إلهامه من نستون تشرشل، زعيم بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية الذي حقق النصر ثم تم إزاحته عن السلطة في 1945 وعاد لاحقًا. يرى بعض المحللين أن جونسون يعتقد أنه يمكنه قضاء بعض الوقت بعيدًا عن الساحة السياسية قبل أن يتم استدعاؤه مرة أخرى من قبل حزب المحافظين عند الحاجة. ومع ذلك، يرى الآخرون أن الأمور قد لا تسير كما يأمل جونسون، حيث تأثر العديد من الناخبين بفضيحة "بارتي غيت" ويفضل زملاؤه الكثيرين رحيله عن الحياة السياسية في بريطانيا.