جنيف - أعلنت وزارة الخارجية السعودية في بيان رسمي عن استعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وكندا إلى "وضعها السابق"، وذلك بعد خلاف استمر منذ عام 2018، تضمن طرد السفير الكندي وتجميد التعامل التجاري بين البلدين. تمت هذه الخطوة بناءً على المحادثات التي جرت بين ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الكندي على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في بانكوك في نوفمبر 2022.
وأوضحت الوزارة في بيانها أن هذه الخطوة تأتي نتيجة لرغبة الجانبين في استعادة العلاقات الدبلوماسية وبناءها على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وبموجب ذلك، تمت إعادة المستوى الدبلوماسي بين البلدين إلى وضعه السابق.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الكندية في بيان رسمي أنه تم التوصل إلى اتفاق بين السعودية وكندا لاستعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة وتعيين سفيرين جديدين. وفي أغسطس 2018، أعربت السفارة الكندية في الرياض عن قلقها بشأن اعتقالات ناشطين في مجال حقوق الإنسان في المملكة، مما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين.
وتأتي هذه الخطوة في سياق التحركات الدبلوماسية التي قامت بها السعودية مؤخرًا، حيث تم التوصل لاتفاق مع إيران برعاية صينية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد قطيعة دامت لعدة سنوات. كما استعادت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا بعد انقطاعها منذ عام 2011، ودعت الرئيس السوري بشار الأسد لحضور القمة العربية التي استضافتها في مدينة جدة الأسبوع الماضي.
تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الحوار والتعاون الثنائي بين السعودية وكندا، وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين. من المتوقع أن تفتح هذه العودة للعلاقات الدبلوماسية آفاقًا جديدة للتعاون في مختلف المجالات وتعزز التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين.
وفي سياق آخر، تواصل السعودية جهودها الدبلوماسية في المنطقة، حيث تسعى لإنهاء الحرب في اليمن من خلال فتح قنوات اتصال مع المتمردين الحوثيين. كما استضافت السعودية ممثلين للأطراف السودانية المتنازعة وعقدت اتفاقًا لهدنة لمدة سبعة أيام، بالتعاون مع الولايات المتحدة.
يعكس قرار استعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وكندا استراتيجية المملكة في تعزيز التفاهم والحوار بين الدول وتعزيز العلاقات الدولية بما يخدم المصالح المشتركة والاستقرار الإقليمي. من المهم أن يستفيد البلدين من فرص التعاون المتاحة لهما في مجالات متنوعة وأن يعززا التفاهم والاحترام المتبادل في تعاملهما الدبلوماسي.