ذكرت مصادر لشبكة CNN اليوم الأربعاء أن مسؤولين عسكريين أمريكيين يبذلون جهودًا لمنع إسرائيل من المشاركة في عمليات عسكرية في المناطق الحضرية، مماثلة لتلك التي شهدتها الولايات المتحدة خلال حرب العراق. هدف هذه الجهود هو تجنب تورط الإسرائيليين في نزاعات عنيفة تدور في أحياء السكان أثناء تنفيذ عمليات ضد غزة.
المستشارون العسكريين الأمريكيين في إسرائيل يوصون بتبني استراتيجيات مختلفة بدلاً من تنفيذ هجمات برية واسعة النطاق في غزة. وهؤلاء المستشارون يعتمدون على الدروس المستفادة من معركة الفلوجة في عام 2004 كنموذج واضح، حيث كانت تلك المعركة واحدة من أكثر المعارك دموية في حرب العراق.
يشجع المستشارون العسكريين الأمريكيين الإسرائيليين على استخدام مجموعة متنوعة من الطرق والتكتيكات، بما في ذلك الضربات الجوية المستهدفة والعمليات الخاصة. وينظرون إلى هذه الاستراتيجيات على أنها بديل أكثر آمنًا عن شن هجمات برية واسعة النطاق في غزة، حيث يمكن أن تكون هذه الهجمات محفوفة بالمخاطر للمدنيين والرهائن، وقد تزيد من التوترات في المنطقة.
ويستندون المستشارون الأمريكيون على الخبرات التي اكتسبوها خلال معركة تحرير الموصل في العراق من تنظيم "داعش"، والتي استندت بشكل كبير إلى استخدام القوات الخاصة. يعيرون اهتماما خاصًا لتجنب التورط في قتال يشمل مخاطر الأنفاق واستخدام المدنيين كدروع بشرية، مما جعل تحرير المدينة مهمة أصعب وأطول من المتوقع.
إدارة جو بايدن أرسلت جنرالًا سابقًا من مشاة البحرية لتقديم استشارات للجيش الإسرائيلي بخصوص تخطيطهم للعمليات العسكرية. الجنرال جيمس جلين، الذي قاد قوات العمليات الخاصة للبحرية الأمريكية، يمتلك خبرة كبيرة في القتال في مناطق حضرية، وبشكل خاص خلال معركة الفلوجة.
بعد الهجوم الذي شنته "حماس" على إسرائيل في أكتوبر 7، زادت مخاوف الولايات المتحدة بشأن استراتيجية إسرائيل المحتملة بالتحرك نحو غزة بعد إرسال تعزيزات برية كبيرة. وهم يحثون إسرائيل على مراعاة آثار محتملة لهجوم بري واسع النطاق، مثل تأثيره على الرهائن والمدنيين المحتجزين لدى "حماس" في غزة، والتحديات السياسية والعسكرية المحتملة بعد تنفيذ الهجوم. وتثير هذه القضايا قلقًا داخل إدارة بايدن بشكل خاص.