يعتبر مؤتمر التنمية المستدامة في جمهورية موريتانيا الإسلامية مناسبة هامة تجمع القادة والخبراء والمهتمين بتحقيق التنمية المستدامة في البلاد بإدارة الكاتب العام دكتور منال النجار، و رئيس الملحمة الاعلامية الدكتور خالد البليسى من جمهورية مصر العربية، حيث يهدف المؤتمر إلى تحديد واقع وتحديات التنمية المستدامة في موريتانيا وتوضيح الإجراءات اللازمة لتحقيقها، وتشكل التحديات عائقا أمام التنمية المستدامة في البلاد، ولكن الطموح والتزام الحكومة والشعب الموريتاني يعكسان رغبة قوية في تحقيق التغيير والتقدم.
تواجه موريتانيا تحديات كبيرة في مجال التنمية المستدامة، وتشمل هذه التحديات ضعف البنية التحتية والتنمية البشرية، وتأثير التغيرات المناخية والتطورات السريعة في مجال التكنولوجيا؛ اضافة إلى ذلك، تعاني البلاد من مشكلات داخلية مثل الفقر، والجهل، والفساد، التي تؤثر على جهود التنمية المستدامة.
ومن بين أهداف المؤتمر هو النهوض بالبنية التحتية في موريتانيا، وذلك بتوفير التمويل والموارد اللازمة لتحقيق تحسينات في البنية التحتية في القطاعات الحيوية مثل الزراعة والصناعة، ويهدف ذلك إلى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمواطن الموريتاني وتحسين جودة حياته.
كما يسعى المؤتمر إلى تعزيز الشراكات الدولية والعربية والإقليمية لتحقيق التنمية المستدامة في موريتانيا، ويعتبر التعاون الدولي ضرورياً لتبادل الخبرات والمعرفة وتقديم الدعم اللازم للبلاد في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
تحظى مشكلة الفقر والتعليم بأهمية كبيرة في جدول أعمال المؤتمر، ومن المهم نشر التوعية الشعبية وتعزيز القدرات البشرية لتحقيق التنمية المستدامة في البلاد، كما يجب أن يكون للجميع فرصة عادلة للحصول على التعليم والفرص الاقتصادية والمشاركة الفاعلة في التنمية.
في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها موريتانيا، يجب وضع معايير الإدارة الرشيدة وتعزيز الإرادة الالسياسية لتحقيق التنمية المستدامة، و ينبغي أيضا تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، حيث تعد الحكم الرشيد والمؤسسات القوية أساسًا لتحقيق التنمية المستدامة.
ومن المهم أيضًا أن يتم تضمين جميع شرائح المجتمع في عملية صنع القرار وتنفيذ السياسات المتعلقة بالتنمية المستدامة، و ينبغي أن يتم تعزيز المشاركة المجتمعية وتمكين المرأة والشباب والفئات الضعيفة في المجتمع للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.
على صعيد التغيرات المناخية، يجب أن تكون موريتانيا على استعداد للتكيف مع تأثيراتها وتحسين قدرتها على مواجهتها، وينبغي تعزيز الاستدامة البيئية وحماية الموارد الطبيعية في البلاد، مع التركيز على الزراعة المستدامة وإدارة المياه والطاقة المتجددة.
في الختام، يمثل مؤتمر التنمية المستدامة في موريتانيا فرصة هامة لتسليط الضوء على التحديات والطموحات المتعلقة بتحقيق التنمية المستدامة في البلاد، هذا ويجب على الحكومة والمجتمع الموريتاني والشركاء الدوليين والمنظمات الدولية العمل معًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحقيق تقدم مستدام وشامل للبلاد وشعبها.
بقلم : إيمان مزريقي