أثارت إعلانات الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال خطاب حالة الاتحاد يوم 7 مارس الجاري، بشأن تشييد ميناء قبالة ساحل غزة لتسهيل وصول المساعدات للفلسطينيين، ردود فعل متباينة في الأوساط الدولية. ففي حين يرى البعض في هذا الإعلان خطوة إنسانية هامة، يعتبرها آخرون اعترافًا بفشل جهود التوصل لوقف دائم لإطلاق النار وحاجة ملحة لتقديم المساعدات الإنسانية.
تحلل الباحثة والمحامية الدولية الإسرائيلية، نومي بار- ياكوف، الوضع الراهن في تقرير لمعهد تشاتام هاوس البريطاني، محذرة من خطورة التصعيد الإقليمي الذي قد ينتج عن الأوضاع المتوترة بين حماس وإسرائيل. وتشير بار- ياكوف إلى أن القتال المستمر في غزة يجعل من الصعب التعامل مع الكارثة الإنسانية هناك، حيث يواجه العديد من الفلسطينيين خطر المجاعة والتشرد.
كما تبرز بار- ياكوف تأثير الأزمة في غزة على الوضع في الضفة الغربية، حيث تشهد المنطقة تصاعدًا في العنف وزيادة في عمليات التوغل الإسرائيلية والاعتقالات. وتعتبر أنه في ظل هذه الأوضاع المتوترة، فإن تغييرا في القيادة الإسرائيلية قد يفتح الباب أمام فرصة جديدة لبناء سلام دائم في المنطقة.
وتشير التوقعات إلى اقتراب نهاية عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، خاصة بعد تصريحات واضحة من واشنطن بشأن نفاد صبرها مع نتانياهو ورغبتها في التعاون مع قيادة جديدة في إسرائيل. وتشير بار- ياكوف إلى وجود منافسين داخل حزب نتانياهو يسعون لخلافته، مما يجعل سقوط التحالف وتولي حكومة جديدة السلطة قريبًا.
وتختم بار- ياكوف تقريرها بالتأكيد على أن رحيل نتانياهو سيكون لحظة محورية لإسرائيل والمنطقة، وستتاح فرصة لإسرائيل لتعزيز أولوياتها وبناء سلام جديد في المنطقة، وتحذر من ضرورة البدء في التخطيط لهذا السيناريو المحتمل من اليوم.