إطلاق العنان للاستيطان واستدعاء السفراء في رد فعل صهيوني
عبرت إسرائيل عن غضبها العارم إزاء اعتراف عدد من الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية، حيث استدعت سفراءها من أيرلندا والنرويج وإسبانيا، وقررت إطلاق العنان للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، رداً على هذه الخطوة الأوروبية.
الموافقة على إعادة المستوطنات
أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أمس، أن الجيش وافق على السماح للإسرائيليين بالعودة إلى ثلاث مستوطنات سابقة في الضفة الغربية كانت محظورة عليهم منذ عام 2005. تقع المستوطنات الثلاث، وهي سانور وغانيم وكاديم، قرب مدينتي جنين ونابلس. جاء هذا الإعلان بالتزامن مع إعلان الدول الأوروبية الثلاث اعترافها بالدولة الفلسطينية، في وقت يستمر فيه الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة.
تصريحات وزير الدفاع
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في بيان: "السيطرة اليهودية على يهودا والسامرة (الاسم الذي يطلقه الإسرائيليون على الضفة الغربية) تضمن الأمن، وتطبيق قانون إلغاء فك الارتباط سيؤدي إلى تطوير استيطاني وتوفير الأمن لسكان المنطقة".
دعوات للرد الصهيوني
دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى "رد صهيوني" على اعتراف كل من النرويج وإسبانيا وأيرلندا بدولة فلسطين. طالب ببناء مستوطنة جديدة مقابل كل دولة تعترف بالدولة الفلسطينية، كما طلب المصادقة على بناء 10 آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية. إلى جانب ذلك، اقترح سموتريتش سحب بطاقات الـ VIP من الشخصيات الرفيعة في السلطة الفلسطينية وفرض عقوبات اقتصادية على شخصيات السلطة وعائلاتهم.
التحرك الأوروبي
أعلنت أيرلندا وإسبانيا والنرويج، أمس، أنها ستعترف بدولة فلسطينية في 28 مايو، معربة عن أملها في أن تحذو دول غربية أخرى حذوها. وقال بيدرو سانتشيز، رئيس الوزراء الإسباني: "نأمل في أن يسهم اعترافنا في أن تحذو دول غربية أخرى حذونا، لأن كلما زاد عددنا زادت قوتنا في فرض وقف لإطلاق النار، وفي تحرير الرهائن المحتجزين لدى حماس، وفي إعادة تدشين العملية السياسية التي قد تؤدي إلى اتفاق سلام".
ردود الفعل من الدول الأخرى
أيرلندا: أعلن رئيس الوزراء الأيرلندي سايمون هاريس عن اعتراف دبلن بالدولة الفلسطينية، متوقعاً أن تحذو دول أخرى حذوهم خلال الأسابيع المقبلة.
النرويج: قال رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره إن الخيار الوحيد لحل سياسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو "أن تعيش دولتان جنباً إلى جنب في سلام وأمن".
ألمانيا وفرنسا: أكدت الحكومة الألمانية استمرار رفضها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في المرحلة الحالية، متمسكة بالحل التفاوضي. وأوضح وزير الخارجية الفرنسي أن الاعتراف بفلسطين ليس من المحرمات، لكن يجب أن يكون القرار مفيداً ويمهد لإحراز تقدم على المستوى السياسي.
الموقف الأمريكي
قال البيت الأبيض أمس، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتقد أن إقامة دولة فلسطينية يجب أن تتم من خلال المفاوضات، وليس عبر الاعتراف بها من جانب أطراف منفردة.
يبدو أن الخطوة الأوروبية قد أثارت عاصفة من الردود الإسرائيلية الحادة، مما يزيد من تعقيد الوضع في الشرق الأوسط. تظل المسألة الفلسطينية محط أنظار العالم، مع تزايد الضغط على جميع الأطراف لإيجاد حل سلمي وعادل يضمن حقوق جميع الشعوب في المنطقة.