أوسلو، مدريد، دبلن - أعلنت النرويج اليوم الثلاثاء اعترافها الرسمي بدولة فلسطينية مستقلة، حيث من المقرر أن تحذو إسبانيا وأيرلندا حذوها في وقت لاحق من اليوم، رغم المعارضة الشديدة من إسرائيل.
في بيان رسمي، قالت وزارة الخارجية النرويجية: "اعتراف النرويج الرسمي بفلسطين كدولة سيدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء 28 مايو 2024". وأكد البيان أن "عددا من الدول الأوروبية الأخرى ذات التفكير المماثل ستعترف رسمياً بفلسطين في نفس التاريخ".
خطوة تاريخية:
كانت الدول الأوروبية الثلاث قد أعلنت عن هذه الخطوة في وقت واحد الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن هذا الاعتراف يهدف إلى تعزيز آفاق السلام بعد أكثر من سبعة أشهر من القتال بين إسرائيل وحركة حماس. وصرح وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي: "اعتراف مختلف الدول الأوروبية ليس كافياً في حد ذاته لضمان أن تكون الدولة الفلسطينية مستدامة". وأضاف: "من خلال الاعتراف بدولة فلسطينية، فإننا ندعم خطة السلام العربية التي تم تطويرها من قبل الجهات الفاعلة الرئيسية في المنطقة في أعقاب 7 أكتوبر".
تصريحات المسؤولين:
وفي مؤتمر صحفي مشترك لوزراء خارجية الدول الثلاث يوم الاثنين، قال وزير خارجية أيرلندا، مايكل مارتن: "هذا القرار المشترك يعكس تصميم دولنا الثلاثة على إحداث نقلة نوعية أساسية". وأكد: "لقد اعترفنا بكل من دولة إسرائيل ودولة فلسطين، على وجه التحديد لأننا نريد أن نرى مستقبلاً من تطبيع العلاقات بين الشعبين". وأوضح أن "حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني يتوخى قيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل. نتانياهو يعارض حل الدولتين، وكذلك حماس".
دعم دولي واسع:
تعترف غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين. ومع ذلك، فإن الدول الغربية المؤثرة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا ومعظم دول الاتحاد الأوروبي لا تعترف بدولة فلسطينية مستقلة. تأمل النرويج، إسبانيا، وأيرلندا أن تحفز خطوتها دولًا أخرى على اتخاذ موقف مماثل، مما قد يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
رد فعل إسرائيل:
أثارت هذه الخطوة غضب إسرائيل، حيث تعتبرها مكافأة لحركة حماس. وكانت إسرائيل قد اتخذت إجراءات عقابية ضد القنصلية الإسبانية في القدس، مطالبة بوقف الخدمات القنصلية للفلسطينيين من الضفة الغربية. وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "لن نقبل بالمساس بسيادة إسرائيل وأمنها"، معتبراً أن الاعتراف بدولة فلسطين يعتبر "مكافأة" لحماس.
يمثل اعتراف النرويج، إسبانيا، وأيرلندا بدولة فلسطين خطوة هامة في السياق الدولي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. تعكس هذه الخطوة التزام هذه الدول بالعدالة والسلام، رغم المعارضة الشديدة من إسرائيل. يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه الخطوة على الديناميكيات السياسية والدبلوماسية في المنطقة والعالم.