عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم، اجتماعاً طارئاً لبحث الأوضاع المتفاقمة في رفح، جنوبي قطاع غزة، بعد ضربة إسرائيلية أوقعت قتلى في مخيم للنازحين الفلسطينيين. الاجتماع، الذي يعقد بناءً على طلب من الجزائر، العضو غير الدائم في المجلس، يأتي في ظل تصاعد التوتر والانتقادات الدولية لإسرائيل بشأن مقتل المدنيين.
اعتراف بالخطأ وتحقيق جارٍ
اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بوقوع "خطأ مأساوي" في خطاب أمام البرلمان الإسرائيلي، مؤكدًا أن غارة إسرائيلية على رفح أشعلت النيران في مخيم للنازحين وأدت إلى مقتل 45 شخصًا على الأقل. وقال نتنياهو: "نحن نحقق في الحادث وسنتوصل إلى نتيجة؛ لأن هذه هي سياستنا". هذه التصريحات تأتي وسط ضغوط متزايدة على إسرائيل من المجتمع الدولي، بما في ذلك بعض من أقرب حلفائها مثل الولايات المتحدة.
تحقيقات وانتقادات
الجيش الإسرائيلي أعلن عن بدء تحقيق في الحادث، مشيرًا إلى أن الغارة كانت تستهدف منشأة تابعة لحماس وقتلت اثنين من كبار النشطاء. الهجوم الدامي رفع عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب إلى أكثر من 36 ألف شخص، بحسب وزارة الصحة في غزة. محمد أبو عاسة، شاهد عيان، وصف المشهد في رفح بـ"الكارثي"، مضيفًا أن الحريق تسبب في أضرار جسيمة وسقوط ضحايا من الأطفال والنساء والمسنين.
تزايد الضغوط الدولية
تواجه إسرائيل انتقادات متزايدة بشأن استهداف المدنيين، مع تصاعد الدعوات الدولية لوقف العنف. الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية طالبتا بوقف الهجوم في رفح، مما يزيد من الضغوط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية.
ردود فعل حماس
في رد فعل على القصف، أعلنت حماس رفضها المشاركة في المفاوضات المقبلة مع إسرائيل في الدوحة. مسؤول في الحركة، فضل عدم الكشف عن اسمه، أكد أن هذا الرفض يأتي ردًا على "مجزرة" رفح. عضو المكتب السياسي لحماس، عزت الرشق، اتهم نتنياهو بمحاولة كسب الوقت وإطالة أمد الحرب لضمان بقائه في السلطة، مؤكدًا أن الحركة لن تستأنف المفاوضات إلا بشروط تشمل وقف شامل لإطلاق النار ورفع الحصار وعودة النازحين إلى منازلهم.
الموقف المصري
في تطور منفصل، أعلن الجيش المصري أن أحد جنوده قتل بالرصاص خلال تبادل لإطلاق النار في رفح. الجانبان الإسرائيلي والمصري أكدا إجراء تحقيق في الحادث، ما يزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة.
نظرة عامة
مدينة رفح، التي تؤوي أكثر من مليون شخص نزحوا من أجزاء أخرى من القطاع، تعيش ظروفًا إنسانية صعبة وسط تكدس مئات الآلاف في مخيمات بائسة. الأوضاع المتفاقمة في رفح تعكس حجم المأساة الإنسانية والضغوط السياسية على مختلف الأطراف المعنية، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف العنف والتوصل إلى حلول سلمية للصراع.
هذا الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن يعد خطوة هامة في محاولة المجتمع الدولي للتعامل مع الأزمة المتفاقمة في رفح، والسعي نحو إيجاد حلول تعيد الاستقرار للمنطقة وتحد من معاناة المدنيين الأبرياء.
