توالت ردود الفعل الدولية المنددة بالمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم للاجئين في رفح، حيث قُتل عشرات الأبرياء وأُصيب العديد من المدنيين في غارة جوية مدمرة. تتزامن هذه الأحداث مع استمرار الهجمات والعمليات العسكرية على مناطق مختلفة من قطاع غزة، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
منظمة الصحة العالمية تدين الهجمات
أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها العميق إزاء الهجمات غير المبررة على المدنيين في رفح. وأشارت المنظمة إلى الانخفاض الكبير في قدرة المستشفيات في رفح على التعامل مع الإصابات المتزايدة، داعية إلى "وقف فوري ودائم لإطلاق النار" لتجنب المزيد من الضحايا وللسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
غوتيريش: "لا مكان آمن في غزة"
أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، "ممارسات إسرائيل التي أدت إلى مقتل عشرات الأبرياء الذين كانوا يبحثون عن مأوى من الصراع المميت". وأكد غوتيريش أن "لا مكان آمن في غزة"، داعياً إلى إنهاء فوري للهجمات العسكرية على المدنيين.
مواقف أوروبية حازمة
أوروبياً، دعت نائبة رئيس الوزراء البلجيكي، بيترا دي سوتر، إلى فرض عقوبات على إسرائيل، مؤكدة أن الوقت قد حان لاتخاذ موقف حازم ضد انتهاكات حقوق الإنسان. وفي السياق نفسه، أشار دبلوماسي أوروبي إلى أن "هجوم رفح سيجلب إدانات لإسرائيل، وسيؤثر على تعامل أوروبا مع قرار محكمة العدل الدولية"، مشدداً على أن توقيت الهجوم يعزز الضغوط لوقف العملية العسكرية.
إدانة من المسؤولين الأمميين
المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية وصفت الوحشية الإسرائيلية في غزة بأنها مستمرة دون أي مبرر، مؤكدة أن الاحتلال لا يحترم أي خطوط حمراء. وقالت إن ما حدث في رفح كان "مروعاً"، معتبرة أن إسرائيل تهدف إلى تدمير سكان قطاع غزة من خلال هذه الوحشية.
من جانبه، قال المفوض الأممي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن صور قصف رفح تشير إلى عدم حدوث تغيير في أساليب الحرب الإسرائيلية، مشدداً على أنه "لا يوجد مكان آمن في غزة". كما طالب منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة بضرورة محاسبة إسرائيل وحماية المدنيين في غزة.
استمرار الهجمات وسقوط الضحايا
في ظل هذه الإدانات، استمرت قوات الاحتلال في استهداف المدنيين في مختلف مناطق القطاع. وأفادت مصادر ميدانية باستشهاد وجرح عدد من الفلسطينيين في قصف استهدف منزلاً في حي الدرج وسط مدينة غزة. كما قصفت قوات الاحتلال بالمدفعية منازل في الحي السعودي غربي مدينة رفح، وجددت القصف على حي تل السلطان.
استهدفت قوات الاحتلال أيضاً منطقة بئر النعجة غرب مخيم جباليا ودوار أبو شرخ في منطقة الفالوجة، مما أسفر عن سقوط مزيد من الشهداء والجرحى، وزاد من تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في غزة.
تشهد الأوضاع في غزة تدهوراً مستمراً مع استمرار الهجمات العسكرية التي تستهدف المدنيين والمناطق السكنية. تواصل ردود الفعل الدولية المطالبة بوقف فوري للهجمات ومحاسبة المسؤولين عن المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال، فيما يبقى المدنيون في غزة يعانون من تداعيات الصراع المستمر.
