الشيخة جواهر: الإمارات صديقة المرأة إنسانياً وتنموياً واقتصادياً، ودولتنا مثال لما يجب أن تكون عليه المرأة في كافة أنحاء العالم
لندن- المملكة المتحدة عزيز الموسوي
أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس مؤسسة "نماء" للارتقاء بالمرأة، المؤسس والرئيس الفخري لمجلس سيدات أعمال الشارقة، أن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، ومنذ عهد مؤسس دولة الاتحاد المغفور له باذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أولت المرأة كل رعايتها واهتمامها، وفتحت لها المجال واسعاً لتشارك شقيقها الرجل في مسيرة التنمية الوطنية، مشيرةً إلى أن المرأة الإماراتية وظفت هذا الدعم في صقل قدراتها ومهاراتها، وتعزيز مشاركتها الفاعلة بدفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مختلف القطاعات.
وقالت سموها خلال افتتاحها لملتقى الشارقة لسيدات الأعمال في المملكة المتحدة، والذي نظمته مؤسسة "نماء" للارتقاء بالمرأة، والمنتدى العربي الدولي للمرأة، أمس الأول في نادي أوتوموبيل الملكي بالعاصمة البريطانية لندن، بهدف بحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين رائدات الأعمال في الشارقة والمملكة المتحدة، بمشاركة أكثر من 200 سيدة أعمال من الجانبيين "فخورون اليوم ونحن نمثل دولة الإمارات في مختلف المحافل الدولية، هذه الدولة التي عمل قادتها وما زالوا للوصول بالمرأة الإماراتية إلى القمة بين سيدات ورجال العالم كافة، وأيضاً قدموا الدعم لكل إمرأة وطأت أرض الدولة فغدت الإمارات صديقة المرأة إنسانيا وتنموياً واقتصادياً، ومثالاً يحتذى به لما يجب أن تكون عليه المرأة في كافة أنحاء العالم".
وأضافت سموها: "لقد ظلت الإمارات بقول وفعل قادتها تؤكد وتبرهن دوماً على تميزها في دعم وتمكين المرأة في كافة المجالات، وذلك من منطلق الإيمان بالدور الكبير الذي تلعبه، وإسهامها الفاعل في تنمية المجتمعات، فالمرأة هي شريك أساسي في عملية بناء الدولة وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وسنظل نعمل على توفير كل ما من شأنه أن يعزز من مشاركتها في الحياة العامة، لتحقيق مزيد من النجاحات التي تضاف إلى سجل إنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة".
وتابعت سمو الشيخة جواهر القاسمي "في مؤسسة "نماء" نسعى إلى تنمية قدرات المرأة والارتقاء بإنجازاتها، ومواصلة المسيرة التي بدأتها الإمارات برؤية وجهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، التي أثمرت نتائج نراها جلية في كافة الفتيات والسيدات الإماراتيات اللواتي حملن على عاتقهن مسؤولية النهوض بمجتمعهن فكان منهن المربية والمعلمة والطبيبة والمهنية وسيدة الأعمال والوزيرة ورئيسة للمجلس الوطني الاتحادي، وبفضل ذلك باتت المرأة الإماراتية تمتلك من الطموح والقدرة على إبراز إبداعاتها ما يجعلها تتحدى أي عقبة لتواصل تقدمها في مكانتها التي تستحق والتي أراد لها قادتنا في الإمارات أن تكون فيها وعلى قمتها عالمياً".
ووجهت سموها الدعوة إلى رائدات الأعمال البريطانيات للوقوف على تجربة الشارقة الرائدة في دعم وتمكين المرأة اقتصادياً ومهنياً، والتعرف على الجهود التي تبذلها الإمارة في سبيل الارتقاء بالمرأة في القطاع الاقتصادي وقالت: "توفر إمارة الشارقة فرص أعمال ومزايا استثمارية متميزة، كما أن البيئة التشريعية الداعمة والصديقة للمرأة جعلت من الشارقة وجهة مستقطبة لسيدات الأعمال من مختلف أنحاء العالم، ونؤكد على أن الفرصة ستكون مواتية أمام سيدات الأعمال البريطانيات للدخول في شراكات استراتيجية تنموية مع سيدات أعمال الشارقة، لإطلاق مشاريع تنموية مشتركة مفيدة للجانبين".
حضر فعاليات الملتقى - الذي أقيم في نادي السيارات الملكي "رويال أوتوموبايل" في العاصمة البريطانية لندن كل من سعادة أميرة بن كرم، نائب رئيس مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، رئيس مجلس سيدات أعمال الشارقة، وعلياء المزروعي حرم سفير دولة الإمارات في المملكة المتحدة، وهيفاء كيلاني، المؤسس والرئيس للمنتدى العربي الدولي للمرأة، والدكتورة أفنان الشعيبي، الأمين العام والرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية البريطانية، ونورة النومان رئيسة المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر القاسمي، بجانب عضوات مجلس سيدات أعمال الشارقة وأكثر من 200 سيدة أعمال رائدات في مختلف القطاعات من دولة الإمارات والمملكة المتحدة.
وتضمن الملتقى، الذي يقام للعام الثاني على التوالي، جلستي نقاش تناولتا سبل تمكين المرأة وتعزيز دورها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، أدراتهما السيدة رانيا رزق، المستشار العام، ونائب رئيس شركة بيبسي كولا العالمية، في مناطق آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا، شارك في تقديمها 8 سيدات الأعمال من الشارقة.
حيث شارك في الجلسة النقاشية الأولى كلٌ من: الشيخة هند ماجد القاسمي، مصممة أزياء إماراتية، مصممة "ديزايند باي هند" (من تصميم هند) و"كولليكشن أوف بورسلين" مجموعة البورسلين في دولة الإمارات، وسعادة علياء عبد الله المزروعي، عضوة في مجلس سيدات أعمال أبوظبي، مؤسس مشارك لسلسلة مطاعم "جست فلافل" في دولة الإمارات، ونور صعب، مصممة أزياء ومؤسس شركة نور صعب في لندن، المملكة المتحدة.
أما الجلسة النقاشية الثانية فشهدت مشاركة كلاً من: الدكتورة أمل إبراهيم آل علي، مدربة ومؤسس ورئيس مجلس إدارة كارديف للاستشارات الإدارية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والسيدة هبة خير الله العمارة، مدير علاقات مجموعة أورانجفيلد في لندن بالمملكة المتحدة، وسارة المدني، رائدة أعمال ومصممة أزياء وصاحبة علامة "روج كوتور" للأزياء في دولة الإمارات، والدكتورة زنوبيا داوود شمس، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة زليخة للرعاية الصحية.
واستعرضت المشاركات خلال الملتقى تجاربهن في مجال ريادة الأعمال، والنجاحات التي حققنها من خلال مشاريعهن الخاصة، وأشادت عضوات مجلس سيدات أعمال الشارقة، بالرعاية الكريمة التي تحظى بها سيدات الأعمال في إمارة الشارقة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والدعم الكبير الذي تقدمه لهن قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وهو ما أسهم في تعزيز مكانة الشارقة كإمارة جاذبة للاستثمار، ومحفزة للسيدات للدخول إلى عالم ريادة الأعمال.
وبدورها استعرضت سعادة أميرة بن كرم واقع بيئة الأعمال في الشارقة، والتسهيلات والخدمات التي تقدمها الإمارة بشكل خاص إلى رواد الأعمال، وعوامل الجذب الفريدة التي تجعل منها واحدة من أكثر الوجهات تميزاً في المنطقة، كما استعرضت أهم المشاريع والأنشطة التي تقوم بها مؤسسة "نماء" للارتقاء بالمرأة، والمؤسسات والمبادرات التي تندرج تحت مظلتها، لتعزيز بيئة الأعمال للمرأة في الإمارة.
وقالت بن كرم: "تحظى المرأة في إمارة الشارقة بدعم كبير من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وبفضل هذا الدعم، وإلى جانبه الفرص الاستثمارية الواعدة التي تزخر بها الشارقة، والتسهيلات التي تقدم للسيدات الطموحات الراغبات في الدخول إلى عالم ريادة الأعمال، فقد شهدنا قصص نجاح واعدة في مختلف القطاعات الاقتصادية، رسمت ملامحها نخبة من سيدات الاعمال الملهمات".
وأكدت بن كرم على العلاقة المميزة التي تجمع سيدات أعمال الشارقة وسيدات الأعمال البريطانيات، لافتةً إلى أن الهدف الرئيس من تنظيم هذا الملتقى هو جذب رائدات الأعمال البريطانيات الباحثات عن فرص مجزية بمنطقة الشرق الأوسط في مختلف المجالات، لإطلاق أعمالهن في الشارقة، والاستفادة من الميزات الاستثمارية والحوافز المتنوعة التي توفرها الإمارة، إلى جانب قنوات الاتصال الفاعلة لتبادل وجهات النظر، وتحديد احتياجات سيدات الأعمال في الشارقة لإقامة شراكات مع نظيراتها في المملكة المتحدة، وأيضاً استكشاف الفرص المتوفرة لسيدات الأعمال البريطانيات في الشارقة والإمارات، وبناء علاقات عمل طويلة الأمد بين البلدين".
من جهتها، أشادت هيفاء كيلاني، المؤسس والرئيس للمنتدى العربي الدولي للمرأة، بجهود الشيخة جواهر القاسمي، في مجال دعم المرأة وتمكينها في ريادة الأعمال، وسيعها الدائم لإزالة أي عقبات تعترض مسيرة نموها، بهدف الوصول إلى استقراها اقتصادياً ونفسياً وترسيخ موطئ قدمها في بيئة الأعمال.
وأضافت الكيلاني: "لم تقتصر جهود الشيخة جواهر على دعم المرأة في الشارقة أو في دولة الإمارات العربية المتحدة، بل امتدت، من خلال مجلس سيدات أعمال الشارقة، إلى المرأة في العديد من الدول العربية، حيث عمل المجلس على تنمية أوضاع المرأة في تلك الدول، لاسيما رائدات الأعمال منهن، وتعزيز مكانتها عبر تزويدها بالموارد اللازمة لتحقيق النجاح، وفتح أبواب واسعة أمامها لتأسيس علاقات أعمال ناجحة، ما أهلها لبلوغ آفاق أوسع من النمو.
وأوضحت الكيلاني أنه في دراسة عالمية متخصصة أجريت مؤخراً، تبين أن رواد الأعمال الملتزمين بإطلاق مشاريع تتبنى الابتكار والإبداع في مختلف دول العالم، وفروا فرص أعمال أكثر بالضعف من نظرائهم الذين أطلقوا مشاريع تقليدية؛ كما تبين أنهم يملكون فرصة أكبر بـ95% لتعزيز أعمالهم في العام الثاني من إطلاقهم مشاريعهم.
وأضافت: "فيما يتعلق بالعالم العربي، فهناك ارتباط وثيق بين الاستثمار برواد الأعمال المبتكرين كموفرين لفرص العمل وتقليص أعداد الشباب العاطلين عن العمل في المنطقة، التي لا تزال تشهد واحدة من أعلى معدلات البطالة في العالم".
وتخلل الملتقى عرض فيلم وثائقي قصير استعرض إنجازات سمو الشيخة جواهر القاسمي في مجال تمكين المرأة، والأدوار الكبيرة والمهمة التي تقوم بها سموها لتعزيز مكانة المرأة في المجتمع، من خلال المبادرات العديدة التي تطلقها وتتابعها وتوليها الرعاية الكاملة.