شؤون دولية

موسكو تعتزم تعزيز الأمن وحماية المنشآت الحيوية في شبه جزيرة القرم عقب اتهام كييف بتدبير "عمليات ارهابية"
لم تمر 24 ساعة بعد منذ كشفت الاستخبارات الروسية عن محاولة السلطات الأوكرانية لتنفيذ "عمليات إرهابية" في شبه جزيرة القرم التي أعادتها روسيا الى أحضانها في آذار/ مارس 2014، حتى جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كبار مسؤوليه الأمنيين والاستخباراتيين لبحث الاجراءات المطلوب اتخاذها لأجل تعزيز الأمن في القرم.

ويبدو أن القرم ستشعل نذير الحرب بين أوكرانيا وروسيا من جديد، فمع تجدد التوتر في هذه المنطقة، بعد هدوء نسبي لعدة أشهر، توجهت اوكرانيا الى مجلس الأمن لمناقشة الموضوع.

وقد أعلن دبلوماسيون أن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة سيناقش الأزمة المتجددة بين موسكو وكييف مساء اليوم الخميس بجلسة مغلقة، بناء على طلب من كييف.
وكانت الاستخبارات الروسية قد اتهمت أمس الأربعاء، كييف بالتحضير لمحاولات تغلغل "مخربين ارهابيين" مطلع آب/ أغسطس في القرم أدت الى مواجهات مسلحة أسفرت عن مقتل عميل في الاستخبارات الروسية وعسكري روسي. وقالت إنها "أحبطت في القرم اعتداءات ارهابية ترمي الى استهداف أماكن أساسية في البنى التحتية للقرم".

في حين اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولين الأوكرانيين بالارهاب، بقوله "إن الاشخاص الذين استولوا على السلطة في كييف (...) يمارسون الارهاب".

وقال جهاز الإعلام الرئاسي في الكرملين "إن رئيس الدولة ناقش خلال اجتماع عاجل مع أعضاء مجلس الأمن، إجراءات إضافية لتأمين المواطنين والمنشآت الحيوية في القرم بعد إحباط عمليات إرهابية كانت رهن التنفيذ في شبه الجزيرة".

وناقش المشاركون خصوصا "بالتفصيل السيناريوات المتصلة باجراءات مكافحة الإرهاب لحماية الحدود البرية والمياه الاقليمية والمجال الجوي للقرم".

وشارك في الاجتماع التشاوري رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف ووزراء الخارجية سيرغي لافروف والدفاع سيرغي شويغو والداخلية فلاديمير كولوكولتسيف، إضافة الى رئيسي الاستخبارات الداخلية (اف اس بي) الكسندر بورتنيكوف والاستخبارات الخارجية (اس في آر) ميخائيل فرادكوف.
أوكرانيا تضع قواتها على أهبة الاستعداد للحرب
ولاحقا، أعلن رئيس الاركان فيكتور موجنكو تعزيز القوات في المنطقة.

وعبّر حلف شمال الأطلسي عن قلقه من هذا التصعيد وتوتر العلاقات بين البلدين الجارين، معتبرا أن "روسيا لم تقدم اثباتات على أن أوكرانيا بعثت برجال لتنفيذ عمليات في القرم"، داعيا روسيا الى التهدئة.

وبعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش، في شباط/ فبراير 2014، وقيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم بتدخل عسكري مباشر، بعدها بأسابيع قليلة، اندلعت مواجهات دامية بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق ما أدى الى سقوط أكثر من 9500 قتيل.

ودعا مسؤول السلطة المحلية في القرم، روسلان بعلبك، بلدان العالم إلى إدانة نظام الحكم في أوكرانيا وإسقاط عضوية أوكرانيا من الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية، مشيرا إلى أن الذين يتولون أمور السلطة في كييف (العاصمة الأوكرانية) يشنون اعتداءات على المواطنين الآمنين، مهنئا رجال الأمن الروس بأنهم "أظهروا الوجه الحقيقي لنظام كييف أمام العالم".

واعتبر بوتين أمس أنه في هذه الظروف، فإن الاجتماع المقرر في بداية أيلول/ سبتمبر في الصين لبحث الوضع في أوكرانيا على هامش قمة مجموعة العشرين والذي يجمعه بالرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل "لا معنى له".

بمساهمة (وكالات)