بعد تشاد وغينيا: يرجح أن تكون إحدى دول غرب افريقيا الواقعة جنوب الصحراء والتي فيها أغلبية مسلمة
سافر مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد أمس الاثنين الى إحدى الدول الإفريقية المسملة التي لا توجد بينها وبين اسرائيل علاقات دبلوماسية، والتقى بعدد من المسؤولين فيها بما يعتبر أول زيارة لمسؤول اسرائيلي من عشرات السنين.
وبعد تحديث العلاقات مع تشاد وغينيا اثر قطيعة دامت أكثر من 40 سنة، تواصل اسرائيل سعيها لتحديث العلاقات مع دول إفريقية أخرى بمسعى لتحسين مكانتها الدولية والاقليمية، حيث تعول إسرائيل على توسيع مبادلاتها التجارية مع افريقيا اذ تمثل هذه القارة 2% فقط من التجارة الخارجية الاسرائيلية. وتسعى الى ضمان دعم الدول الافريقية في الهيئات الدولية.
وكانت دول عديدة في إفريقيا جنوب الصحراء ذات الغالبية المسلمة مثل تشاد والنيجر ومالي قطعت علاقاتها مع اسرائيل مطلع السبعينات أو عقب حرب الأيام الستة 1967 تضامنا مع مصر.
ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعقيب والكشف عن هوية الدولة التي زارها غولد، لكنها أكدت الزيارة هي الأولى لدبلوماسي إسرائيلي لهذه الدولة منذ عشرات السنين.
وكان غولد قد استهل منذ توليه إدارة وزارة الخارجية الإسرائيلية التي لا يرأسها وزير، بمساعي لتوطيد علاقات اسرائيل في إفريقيا. وفي جولته الأخيرة التي انطلقت السبت استهل مشواره في القارة الإفريقية بكونكري عاصمة غينيا حيث التقى بالرئيس ألفا كوندي ومجموعة من وزراء الحكومة بينهم نظيرته وزيرة الخارجية ووزير الأمن ووزير المالية ووزير التطوير وغيرهم، ودرس معهم التعاون في مجال الصحة وزراعة ومحاربة الايبولا. وتطرق الأطراف أيضا لقدرات اسرائيل على المساعدة في مجال تطوير الموارد المائية والطاقة. وطلب غولد من غينيا المساهمة بزيادة النشاطات الاسرائيلية في غرب افريقيا.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها حافظت على سرية الزيارة الى هذه الدولة الإفريقية من منطقات أمنية ولكونها دولة مسلمة.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطلع آب/ اغسطس الجاري نيته السفر في نهاية العام الى جولة في دول غرب افريقيا لتوطيد العلاقات معها.
وتشهد عدد من الدول الافريقية التي عانت من الاستعمار في الماضي، وحديثا من مطامع الغرب والصين، تطورا اقتصاديا. في الوقت نفسه، تشهد دول عدة تناميا في خطر التطرف في أجزاء من القارة دفع حكومات بعض الدول إلى البحث عن تقنيات متقدمة لاستخدامها في المواجهة مع الارهاب والمسلحين. ولكن على الرغم من دفء العلاقات، لا تزال إسرائيل مستاءة من عدم قيام الدول الافريقية بالتصويت لصالحها في المحافل الدولية. وقال نتنياهو مؤخرا "أرغب برؤية انعكاس قرب علاقاتنا في نمط تصويت دول الاتحاد الافريقي".