الرئيس الإسرائيلي ريفلين: لن يستطيع أي جسم بالعالم أن ينفي العلاقة بين الشعب اليهودي وبين القدس واسرائيل
صادق المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة - اليونيسكو اليوم الخميس على مشروع قرار ينفي الروابط التاريخية بين الشعب اليهودي والأماكن المقدسة في القدس.
وكانت قد تقدمت المجموعة العربية في اليونيسكو للمرة الثانية بمشروع قرار يعتبر المسجد الأقصى والحائط الغربي (المبكى وفقا لليهود، والبراق وفقا للمسلمين) أماكن مقدسة خاصة بالمسلمين دون غيرهم. ويدعو المشروع إلى إعادة المسجد الأقصى إلى "الوضع الراهن التاريخي"، وهو وضع كان قائما قبل حرب 1967، الذي بموجبه كان للوقف الأردني الحق في إدارة جميع الجوانب في المواقع "بما في ذلك الصيانة والترميم وتنظيم الدخول".
ويضع مشروع القرار الذي تقدم به المندوب الفلسطيني في اليونيسكو بدعم من الدول العربية (لبنان، الجزائر، مصر، عُمان، المغرب، قطر، والسودان)، التسمية العربية الإسلامية للأماكن المقدسة في القدس الشرقية، فيستخدم "حائط البراق" لوصف باحة ما يعرف باسرائيل باسم حائط المبكى، أو الحائط الغربي بحسب الغرب. وكذلك يستخدم تسمية الحرم القدس الشريف والمسجد الأقصى ويتغاضى عن التسمية العبرية للمكان التي تعتبر أن هيكل سليمان كان مبنيا في الموقع، وبالتالي التسمية الإسرائيلية والانجليزية "جبل الهيكل" Temple Mount.
فقد أيّدت 24 دولة مشروع القرار وبينها الدول العربية وروسي والصين، بينما اعترضت 6 دول هي بريطانيا، الولايات المتحدة، ألمانيا، هولندا، ليتا، واستونيا، في حين امتنعت 26 دولة عن التصويت في هذا الموضوع بينها فرنسا، الهند، الأرجنتين، اسبانيا والسويد.
وأوضح مسؤول إسرائيلي أن الجهود الدبلوماسية التي بذلتها اسرائيل دفعت العديد من الدول بالأخص الأوروبية للامتناع عن التصويت على هذا القرار الذي يشابه جدا قرارا سابقا صدر في نيسان/ أبريل المنصرم وكان حينها قد حظي بدعم هذه الدول في اليونيسكو.
غضب إسرائيلي من قرار اليونيسكو: نتنياهو يقول إنها مهزلة
اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرار اليونيسكو بأنه مهزلة "مسرحية الهراء في اليونيسكو تستمر. واليوم اتخذت هذه المؤسسة قرارا هزليا آخر يقول لشعب إسرائيل إنه لا علاقة له بجبل الهيكل والكوتيل (الحائط الغربي). لا يهم إنهم لا يقرأون التوراة، أعرض على أعضاء اليونيسكو أن يأتوا لزيارة بوابة تيتوس في روما، هناك ترون كل ما جلبه ال الرومان لروما بعدما دمّروا ونهبوا بيت المقدس في جبل الهيكل قبل 2000 سنة".
واعتبر أن وجود شمعدان من سبعة اعمدة لهو دليل ورمز للشعب اليهودي، موضحا أن هذا الرمز ذاته يعتبر رمز دولة إسرائيل المعاصرة.
وقال نتنياهو "القول إنه لا علاقة بين اسرائيل وجبل الهيكل والحائط الغربي مثل القول إنه لا علاقة بين الصين وجدار الصين العظيم، أو أنه لا علاقة بين مصر والأهرام. هذا القرار السخيف يقلل من الشرعية القليلة التي بقيت لمنظمة اليونيسكو".
من جانبه اعتبر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أن "اي منتدى أو جسم في العالم لن يستطيع أن يقول إنه لا يوجد علاقة بين الشعب اليهودي وبين أرض اسرائيل والقدس. الجسم الذي يقوم بذلك عمليا يهين نفسه". وأضاف "نتفهم الانتقاد ولكن لا يمكن إعادة كتابة التاريخ"!
في حين أوضح السفير الإسرائيلي الى اليونيسكو عضو الكنيست السابق كرمل شامة هكوهين "خسر الفلسطينيون كل الدعم في أوروبا حتى في فرنسا واسبانيا والسويد. مع انتقاد دول مركزية كالهند والارجنتين الى الامتناع، فهذا يشكل إنجازا كبيرا بالنسبة لاسرائيل مقارنة مع عمليات تصويت سابقة".
وأردف "الغالبية العظمى من العالم الغربي والديمقراطي لم يدعم مشروع القرار الفلسطيني".
من جانبه اعتبر رئيس المعارضة في إسرائيل - يستحاق هرتسوغ أن اليونيسكو تفشل بتنفيذ مهمتها "من يريد أن يعيد حكي التاريخ من جديد، التكذيب واختراع روايات مجنونة وكأن الحائط الغربي وجبل الهيكل لا علاقة لهما بالشعب اليهودي. هذا كذب بكل وقاحة لا بد أن يزيد الكراهية فقط. في هذا الأمر لا خلاف في أوساط شعب إسرائيل، وأنا أدعو اليونيسكو للعدول عن هذا القرار الغريب والاهتمام بالحفاظ على التاريخ البشري بدل تسليفه".
في حين أوضح عضو الكنيست آفي ديختر - رئيس لجنة الأمن والخارجية الاسرائيلية أن القرار من اليونيسكو متمرد، "كل محاولة لتحويل جبل الهيكل الى المسجد الأقصى لن ينجح". وأوضح عضو الكنيست الذي كان رئيسا للموساد "قدسية المسجد الأقصى كثالث القبلتين وثالث موقع مقدس للمسلمين سيتم الحفاظ عليها". لكنه أضاف "الا أن جبل الهيكل لم ولن يكون الأقصى. وكل من يحاول تغيير هذا التاريخ نهايته في مزبلة التاريخ"!
وبمبادرة من دول عربية عدة، أصدر المجلس التنفيذي لليونيسكو في الرابع عشر من نيسان/أبريل بموافقة فرنسا قرارا عن "فلسطين المحتلة" يهدف إلى "الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني والطابع المميز للقدس الشرقية". ووصف في حينه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القرار بأنه "سخيف".
وبتأييد 26 من الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة وعددهم 58 عضوا، وافقت اليونيسكو في تشرين الأول/أكتوبر 2015 على قرار تقدمت به المجموعة العربية ينتقد فشل إسرائيل في حماية المواقع التراثية وإعادة بناء مناطق دمرتها الحرب.
وتشهد إسرائيل والأراضي الفلسطينية مواجهات دامية منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2015، والتي أسفرت عن سقوط 234 فلسطينيا اضاقة إلى 36 إسرائيليا.