أوباما يجتمع مع مساعديه للشؤون الخارجية اليوم الجمعة لبحث إمكانية توجيه ضربات عسكرية للجيش السوري وقواعده
يجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الجمعة بكبار مستشاريه للسياسة الخارجية لتحديد الخيارات المطروحة أمامه في سوريا، إن كانت عسكرية أو دبلوماسية، وذلك بعد تدهور الوضع في سوريا وبشكل خاص القصف الروسي والسوري المتواصل لحلب، والذي أتبع تعليق المحادثات بين موسكو وواشنطن بشأن الأزمة السورية.
وكان البيت الأبيض قد أعلن الأسبوع الماضي أن الرئيس باراك أوباما طلب من جميع وكالات الأمن القومي بحث جميع الخيارات بشأن سوريا، وفقا لبيان من وزارة الخارجية الأمريكية التي أكدت وجود خيارات جديدة في محاولة لإنهاء الحرب في البلاد.
وأعلن مسؤولون أمريكيون أن "بعض كبار المسؤولين يرون أنه يجب على الولايات المتحدة التحرك بقوة أشد في سوريا وإلا فإنها تخاطر بأن تفقد ما تبقى لها من نفوذ لدى المعارضة المعتدلة ولدى حلفائها من العرب والأكراد والأتراك في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية".
في حين تشمل خيارات أخرى عمليات عسكرية أمريكية مباشرة كشن ضربات جوية على مواقع وقواعد عسكرية أو مخازن للذخيرة ومواقع عسكرية أخرى للجيش العربي السوري. لكن هذا الخيار يحمل مخاطرة كبيرة بمواجهة مباشرة مع روسيا التي قد تتواجد قواتها في المواقع التابعة للجيش السوري أيضا. اذ يحرص أوباما على تجنب المواجهة مع روسيا مباشرة خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.
وبعد أن أحدث قصف بغارة جوية أمريكية على قوات للجيش السوري في 17 أيلول/ سبتمبر أوقعت أكثر من 100 قتيل في صفوفه قرب دير الزور، سلسلة من الانتقادات الدولية لأمريكا، تبعها تدهور العلاقات بين واشنطن وموسكو، يبدو من غير المرجح أن يأمر أوباما بضربات إضافية ضد أهداف تابعة للحكومة السورية.
من جانبها حذرت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، أن أية أعمال غير ودية ضد روسيا أو مواطنيها في سوريا لن تمر مر الكرام، مؤكدة "في كل الأحوال، يجب التأكيد على أن روسيا لن تسمح لأحد بتهديد أمن مواطنيها، بما في ذلك العسكريين، لن تبقى أية أعمال عدائية بحق روسيا دون عواقب".
وذكر المسؤولون الأمريكيون أن أحد البدائل هو السماح لحلفائه بتزويد معارضين مسلحين اختارتهم الولايات المتحدة بعد تمحيص بمزيد من الأسلحة المتطورة دون أن تشمل صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف تخشى واشنطن أنها قد تستخدم ضد طائرات غربية.
وهذا ما بدأت بفعله دول الخليج التي أرسلت صواريخ من صناعة روسية اقتنتها من سوق الأسلحة في دول اوروبا الشرقية الى قوات الجيش السوري الحر وبعض الفصائل الإسلامية الموالية لها.
ويعقد هذا الاجتماع قبيل لقاء دولي حول سوريا في بلدة لوزان السويسرية يوم السبت، بحضور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، الى جانب عدة وزراء خارجية من المنطقة. ويأتي عقب استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الفرنسي الذي حظي بدعم 11 عضوا في مجلس الأمن الدولي، وبعدما أخفقت بنفسها بالحصول على دعم كافٍ لمشروع قرار طرحته يهدف الى وقف إطلاق النار في حلب وسوريا. وكانت تبادلت واشنطن وموسكو الاتهامات حول خرق نظام التهدئة الذي اتفق عليه.
وعقد مجلس الأمن جلسة طارئة حول سوريا بعد التحذيرات التي وجهها مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا من أن الأحياء الشرقية لحلب ستدمر بالكامل بحلول نهاية العام اذا ما استمر الوضع على الوتيرة نفسها، ودعا الجهاديين (بالأخص من جبهة النصرة / فتح الشام) إلى مغادرة المدينة.
وإمتنع البيت الأبيض عن التعقيب.
بمساهمة (وكالات)