الأبوة قد يتسبب في انتكاس الرجال الذين لديهم تاريخ من الاكتئاب، هذا ما كشفت عنه دراسة جديدة بريطانية قام بها باحثون من كلية لندن الجامعية. تم تحليل السجلات الطبية لحوالي 90 ألف رجل كانوا قد أصبحوا آباء في العام السابق ومقارنتها بسجلات الرجال الذين لم يكونوا قد أصبحوا آباء.
أظهرت النتائج أن الرجال الذين لم يكونوا يتناولون مضادات الاكتئاب قبل إنجاب طفل لم يكونوا في حاجة أكبر للعلاج بعد الإنجاب بالمقارنة مع الرجال الذين لم يصبحوا آباء. ومع ذلك، كان الآباء الجدد الذين كان لديهم تاريخ حديث في استخدام مضادات الاكتئاب أكثر عرضة لتناولها بشكل متكرر بأكثر من 30 مرة في السنة الأولى بعد الإنجاب.
من جانبها، أشارت معدة الدراسة، إيرين بيترسن، أستاذة علم الأوبئة والمعلوماتية الصحية في جامعة كاليفورنيا، إلى أن بعض الرجال الذين كانوا يتناولون مضادات الاكتئاب قبل الإنجاب، قد استمروا في تلقي العلاج بعد الإنجاب، في حين ربما عانى البعض الآخر من انتكاس الاكتئاب بعد الإنجاب.
وخلصت الدراسة إلى أن اكتئاب ما بعد الولادة ليس خطرًا إلا على الرجال الذين كانوا عرضة للاكتئاب بشكل سابق، وأنهم هم الأكثر عرضة للاحتياج إلى تلقي العلاج والاهتمام بصحتهم النفسية بعد الإنجاب.
هذه الدراسة تسلط الضوء على أهمية متابعة الصحة النفسية للآباء الجدد الذين لديهم تاريخ من الاكتئاب، وتشير إلى أن الدعم النفسي والعلاج المناسب يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في التغلب على الاكتئاب ما بعد الولادة.