تحتل قضية تغيير التوقيت موقعًا مثيرًا للجدل بين العلماء، حيث يطالب كبار خبراء النوم بالتخلص من هذا النظام بشكل كامل، مشيرين إلى الآثار الخطيرة التي يمكن أن يسفر عنها هذا التغيير السنوي على صحتنا وسلامتنا.
بحسب تقارير وسائل الإعلام، يؤكد العلماء أن تغيير التوقيت يمكن أن يؤدي إلى عواقب خطيرة تتجاوز مجرد تأثيرات على النوم، حيث يشمل هذا زيادة معدلات الإصابة بالسرطان وزيادة خطر وقوع حوادث السيارات.
وفي حديثها عن هذا الموضوع، أوضحت الدكتورة إيفا وينبيك، المحاضرة في علم الأحياء، أن علماء الأحياء الزمنيين يحذرون من تغيير التوقيت بشكل متكرر، سواء كان في فصل الربيع أو حتى بشكل دائم.
وعلى الرغم من تطبيق التوقيت الصيفي في العديد من البلدان، إلا أن الدراسات تظهر أن التغيير ليس مجرد عامل إزعاج، بل له تأثيرات خطيرة على صحتنا وسلامتنا.
تُظهر الأبحاث أن خسارة ساعة واحدة من النوم في الليلة التي تتقدم فيها الساعات يمكن أن تؤدي إلى شعور بالتعب والإرهاق بشكل أكبر من المعتاد، مما يؤثر سلبًا على أداء الأفراد في العمل وحتى في حالاتهم اليومية.
وتشير دراسة أخرى إلى أن القضاة يميلون إلى إصدار أحكام أكثر صرامة بنسبة تصل إلى 5% في الإثنين الذي يلي تغيير التوقيت، مما يبرز التأثير السلبي لهذا التغيير على تفاعل الأفراد مع بعضهم البعض.
أما فيما يتعلق بالسلامة على الطرق، فإنه يُلاحظ زيادة في حوادث السير المميتة بنسبة تصل إلى 6% بعد تطبيق التوقيت الصيفي، مما يبرز أهمية إعادة النظر في هذا النظام.
وتشير التقديرات إلى أن إلغاء التوقيت الصيفي قد يمنع وقوع حوالي 28 حادث مميت في الولايات المتحدة سنويًا، مما يجعل هذه الخطوة ضرورية لتحسين سلامة الطرق وحماية حياة الأفراد.
وفيما يتعلق بصحتنا العامة، يؤكد العلماء على تزايد الخطر من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وزيادة نسبة السلوكيات الانتحارية، وحتى ارتفاع معدلات الوفيات بشكل عام.
وفي النهاية، يجدد العلماء دعوتهم للتفكير في إعادة النظر في نظام تغيير التوقيت، والتحول إلى نظام يوافق على الساعة البيولوجية لدينا، مما يساهم في تحسين صحتنا وسلامتنا العامة.