خلصت دراسة حديثة أجرتها جامعة روتجرز في ولاية نيو جيرسي الأمريكية إلى أن المنتجات الاستهلاكية التي نستخدمها يوميًا قد تكون مصدرًا رئيسيًا لتعرض الأطفال لمعدن الرصاص، وهو ما يشكل خطرًا جسيماً على صحتهم. بالرغم من الجهود الكبيرة التي بُذلت للحد من تواجد هذا المعدن السام في المنتجات، فإن النتائج تشير إلى ضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات لحماية المستهلكين، وخاصة الأطفال.
اقرأ أيضا:
أستراليا تتخذ خطوة جريئة: قانون جديد لمنع الأطفال دون 14 عاماً من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي
تونس تسجل 400 إصابة جديدة بالسرطان لدى الأطفال سنويًا: واقع مُقلق وتحديات متزايدة
فضيحة جديدة تهز ووهان: تسريب مميت لسلالة متطورة من شلل الأطفال يكشف أسراراً خطيرة
المنتجات اليومية.. مصدر خطر مخفي
كشفت الدراسة أن ما بين 15% إلى 38% من حالات ارتفاع نسبة الرصاص في دم الأطفال قد تكون مرتبطة بالتعرض للرصاص الموجود في منتجات استهلاكية مثل ألعاب الأطفال، مستحضرات التجميل، التوابل وبعض الأطعمة المستوردة. تأثير هذه المواد السامة يمكن أن يمتد ليؤثر على القلب، الكلى، والجهاز العصبي للأطفال، حيث حتى النسب الضئيلة من الرصاص يمكن أن تعوق نمو المخ وتؤثر سلبًا على التطور العصبي.
تاريخ طويل من المخاطر.. لكن الحلول ممكنة
رغم النجاحات الكبيرة في الحد من استخدام الرصاص، مثل إزالة الرصاص من البنزين ومواد الطلاء، تشير الدراسة إلى أن تلك الخطوات ليست كافية لحماية الصحة العامة بالكامل. الباحثون يرون أن ضمان خلو المنتجات الاستهلاكية من الرصاص ووضع تشريعات دولية صارمة هي خطوات ملحة يجب اتخاذها.
التوصيات.. نحو حماية أفضل
الدراسة توصي بضرورة وضع قاعدة بيانات شاملة لمراقبة المخاطر المتعلقة بالتعرض للرصاص، مع تعزيز جهود التوعية حول المخاطر المرتبطة بهذا المعدن. تقليل استخدام الرصاص في عمليات الإنتاج الصناعية والتخلص من المنتجات التي تحتوي عليه بشكل نهائي تعتبر أولويات هامة لضمان سلامة المستهلكين، خاصة الفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال.
ختامًا، لا يزال الرصاص يشكل خطرًا داهمًا على الصحة العامة، مما يتطلب تحركًا سريعًا وجماعيًا من الحكومات والمؤسسات الصحية لضمان مستقبل آمن وصحي للأجيال القادمة.