لطالما تساءل العلماء عن سبب تقدم البعض في العمر ببطء، بينما يظهر آخرون علامات الشيخوخة بشكل أسرع. وبينما يُعزى ذلك غالبًا إلى العوامل البيئية ونمط الحياة، تكشف دراسة حديثة عن رابط مذهل بين فصيلة الدم وآلية تجديد الخلايا، مما قد يعيد تشكيل فهمنا لطول العمر والشيخوخة.
مقالات ذات صلة:
تقرير: التعلم يُطيل العمر ويبطئ عملية الشيخوخة
العلاقة بين الحالة المادية والشيخوخة المبكرة: حقائق وتوصيات
هل تتحكم جيناتك في سرعة شيخوختك؟
كشفت دراسة أجرتها Planet Today أن حاملي فصيلة الدم B يتمتعون بقدرة بيولوجية متفوقة على تجديد الخلايا وإصلاح الأنسجة، مما يمنحهم إيقاعًا أبطأ في عملية الشيخوخة مقارنةً بغيرهم. هذه النتائج تدفعنا للتساؤل: هل يمكن أن تكون بعض فصائل الدم مبرمجة وراثيًا لتقاوم الزمن؟
بين الامتيازات البيولوجية والمخاطر الصحية
لكن المسألة لا تتعلق فقط بمظهر الشباب، إذ أظهرت دراسات نشرت في علم الشيخوخة التجريبي وطب BMC أن فصائل الدم لا تؤثر فقط على معدلات الشيخوخة، بل تمتد أيضًا إلى احتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة. فقد تبين أن أصحاب الفصائل A وB وAB أكثر عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب بنسبة تصل إلى 15%، كما أنهم يواجهون خطرًا متزايدًا للإصابة بسرطان المعدة. أما الفصيلة O، فتبدو أكثر مقاومة لهذه الأمراض، مما قد يفسر ارتفاع معدلات الأعمار الطويلة بين حامليها.
هل يمكن إعادة برمجة الشيخوخة؟
إذا كانت فصيلة الدم تلعب دورًا في سرعة تقدمنا في العمر، فهل يمكننا تعديل هذا المسار؟ على الرغم من أن الجينات تمنح بعض الامتيازات البيولوجية، إلا أن العلماء يؤكدون أن العوامل البيئية والسلوكيات اليومية تبقى العامل الحاسم. فالتغذية المتوازنة، التمارين الرياضية، وتقليل التوتر تظل مفاتيح العمر الطويل، بصرف النظر عن الشيفرة الوراثية.
ما التالي؟
مع تعمق الأبحاث في العلاقة بين المورّثات وفصائل الدم وآليات التقدم في العمر، قد يكون المستقبل حافلًا بإمكانيات غير مسبوقة، ربما نصل يومًا إلى استراتيجيات مخصصة لمكافحة الشيخوخة بناءً على التركيبة البيولوجية لكل فرد. وحتى ذلك الحين، يظل نمط الحياة الصحي هو العنصر الأكثر تأثيرًا في معركتنا ضد الزمن.