كشفت دراسة حديثة عن وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة ونانوية في أنسجة المخ البشري، مما يثير تساؤلات حول تأثيراتها المحتملة على الصحة، وخاصة فيما يتعلق بالأمراض العصبية مثل الخرف.
مقالات ذات صلة:
إيلون ماسك يحذر من أزمة كهربائية قد تهدد البشرية في 2025
وزير التربية: إنشاء المجلس الأعلى للتربية والتعليم تأكيدٌ على التزام الدولة برأس المال البشري
تكوين جديد لأعوان وزارة الأسرة: خطوة نحو تحديث الوظيفة العمومية وإدارة الموارد البشرية
زيادة ملحوظة في تركيز البلاستيك في المخ
الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature Medicine، حللت 91 عينة دماغية من أشخاص توفوا بين عامي 1997 و2024. وأظهرت النتائج زيادة بنسبة 50% في تركيز الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والنانوية (MNP) خلال الفترة من 2016 إلى 2024، حيث ارتفعت المستويات المتوسطة من 3345 ميكروغرامًا لكل غرام إلى 4917 ميكروغرامًا لكل غرام. هذه الزيادة الملحوظة كانت مفاجئة حتى للعلماء الذين قاموا بالبحث.
تنوع الجسيمات البلاستيكية ومصادرها
أظهرت الدراسة أن الجزيئات البلاستيكية التي تم اكتشافها في المخ ليست متجانسة، حيث كانت العديد منها شظايا حادة ورقيقة، وليست حبيبات مصممة خصيصًا مثلما يحدث في الدراسات المختبرية التقليدية. هذه الجسيمات تأتي من العديد من المنتجات اليومية، مثل أكياس البقالة والزجاجات البلاستيكية. بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على مادة البوليسترين، التي تستخدم في الصناعات الطبية والغذائية، بكميات أقل مقارنة بالبولي إيثيلين.
علاقة البلاستيك بالأمراض العصبية
فيما يخص تأثير البلاستيك على الدماغ، أظهرت الدراسة أن هناك مستويات أعلى من الجسيمات البلاستيكية في أدمغة 12 فردًا تم تشخيصهم بالخرف. ولكن الباحثين أشاروا إلى أنه لا يوجد دليل قوي على وجود علاقة سببية بين البلاستيك والخرف. كما تم طرح فرضية بأن التغيرات العصبية المرتبطة بالخرف قد تسهم في تراكم البلاستيك في المخ.
البحث المستقبلي: تأثيرات البلاستيك على الدماغ
أكدت فيبي ستابلتون، عالمة السموم بجامعة روتجرز، على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لفهم التأثير البيولوجي لهذه الجسيمات البلاستيكية على الجسم، مشيرة إلى أن الخطوة التالية هي دراسة كيفية تفاعل الجسم معها وكيفية تأثيرها على الدماغ على المدى الطويل.
تشير هذه الدراسة إلى وجود خطر محتمل من تراكم الجزيئات البلاستيكية في المخ، مما يفتح بابًا جديدًا للبحث في العلاقة بين التلوث البلاستيكي والأمراض العصبية. ومع تزايد مستويات البلاستيك في البيئة، يصبح من الضروري فهم كيفية تأثيره على صحتنا وكيفية التصدي لهذه الظاهرة.