علماء يرصدون كوكبا يعتقد أنه مناسب للحياة في مسافة قريبة نسبيا من كوكب الأرض
رصد علماء فضاء كوكبا يعتقد أنه مناسب للحياة على سطحه، في مسافة قريبة نسبيا من كوكب الأرض، يدور حول شمسه "بروكسيما" أقرب النجوم إلى مجموعتنا الشمسية. وأطلق على هذا الكوكب اسم "بروكسيما بي"، ويرجح العلماء أن يكون كوكبا صخريا كتلته قريبة من كتلة الأرض، وهو يقع على مسافة معتدلة من شمسه تتيح نظريا وجود المياه بشكل سائل على سطحه، وهو الشرط الأول لنشوء الحياة.
فقد رصدت التلسكوبات آلاف الكواكب خارج المجموعة الشمسية منذ العام 1995، وتبين أن العشرات منها تقع في المسافة المتوسطة عن شموسها، أي التي تجعلها مناسبة للحياة نظريا، لكن هذه الكواكب تقع على مسافات بعيدة جدا عن كوكبنا. أما الكوكب المكتشف أخيرا فهو على مرمي حجر من الأرض، نسبة للمقاييس الفلكية الهائلة، إذ يدور حول النجم "بروكسيما" الذي يقع على بعد 4,2 سنوات ضوئية فقط من شمسنا، علما أن السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة، وهي تساوي تسعة آلاف و461 مليار كيلومتر.
والنجم "بروكسيما" هي من نوع النجوم القزمة ذات التوهج الضعيف، ولذا فان ضوءه لا يمكن ان يرى من الارض بالعين المجردة. واكتشف الكوكب "بروكسيما بي" إثر ابحاث امتدت على مدى عامين قام بها فريق دولي من العلماء أشرف عليه غيم انغلادا اسكوديه من جامعة كوين ماري في لندن. واستخدم العلماء عددا من الاجهزة الفضائية منها جهاز "هاربس" لقياس الطيف الضوئي في المرصد الاوروبي الجنوبي في تشيلي.
ويقدر العلماء أن يكون حجم الكوكب أصغر من الأرض بـ 1,3 مرة، ويرجحون أن يكون كوكبا صخريا وليس جرما غازيا، بحسب بيدرو امادو الباحث في معهد الاندلس للفيزياء الفلكية. لكن قرب الكوكب من شمسه يجعله موجودا في بيئة سامة، مقارنة مع بيئة الأرض. ويبقى على العلماء معرفة ما أن كان للكوكب غلاف جوي، وهو عامل حاسم لمعرفة ما ان كان سطحه مناسب فعلا للحياة. وقال انغلادا اسكويه إن وجود غلاف جوي يجعل حرارته "بين 30 درجة تحت الصفر في الليل وثلاثين درجة في النهار".