الدمام: سعيد الشهراني
حذرت دراسة بحثية من خطورة التسويق الإلكتروني للمنتج الثقافي ضعيف المحتوى، لما له من آثار سلبية خطيرة على جيل اليوم، وتشكيل خارطة الوعي العام للمجتمع والأمة مستقبلا، وأوضحت الدراسة الصادرة عن مركز أسبار للبحوث والدراسات والإعلام مطلع أغسطس الجاري أن تسويق المنتج الثقافي يجب أن يرتبط بقضية المحتوى الثقافي والمعرفي والترويج والتسويق لهذا المحتوى على الإنترنت، خاصة أنه في حالة عدم وجود محتوى جيد أو حتي وجود محتوى هلامي غير ناضج فإن نتيجته ستكون سلبية على الجيل الجديد. لأنها تصبح نتاجا تنعدم فيه أسس وأخلاقيات وحضارة المجتمعات، مما يجعلها ترسيخا لقيم مادية، لا تضع مجالا للإنسان أو قيمه أو طموحاته أو مستقبله الشخصي والمهني.
المنتج والصناعة
ربطت الدراسة بين مصطلح (المنتج الثقافي) ومصطلح (الصناعات الثقافية)، انطلاقا من تعريف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو"، باعتبار أن المنتجات الثقافية تكون حاملة للهوية والقيم والدلالات، وفي الوقت نفسه تعد عوامل تنمية اقتصادية واجتماعية. الأمر الذي يقتضي صون التنوع الثقافي وتعزيزه من أجل تشجيع قيام صناعات ثقافية مزوَّدة بوسائل إثبات ذاتية على المستويين المحلي والعالمي.
خدمة الثقافة النوعية
دعت الدراسة إلى ضرورة استثمار التقنية في التسويق الإلكتروني لخدمة المنتج الثقافي العربي بمختلف أنواعه الذي يعاني من مشاكل تسويقية كبيرة على مستوى المؤسسات الثقافية الحكومية، والخاصة ودور النشر والتوزيع، ولذلك تتجه الأنظار إلى أهمية تفعيل دور التكنولوجيا في خدمة المجال الثقافي الرصين، وزيادة الاعتماد علي وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، والطفرة التقنية. محذرة في الوقت نفسه من خطورة استغلال الاتساع الكبير للسوق من أجل إنتاج ثقافة متوسطة المستوى استجابة للقاسم المشترك الأعظم بين الجمهور، والذي ليس بأفضل الأشياء أو أعمقها أو أنبلها، أو أجملها أو أكثرها ذكاء، بل هو في أغلب الأحيان أكثر الأشياء استجابة لغرائز الإنسان: الجنس أولا، والعنف ثانيا.
موجات العولمة الثقافية
اختتمت الدراسة محذرة من ذوبان ثقافة المجتمعات العربية، باعتبارها آخر ما تبقى من الهويات القديمة وتراثها وأصولها الحضارية، وهي حائط الصد الأخير ضد طغيان موجات العولمة الثقافية، ومحاولات الاختراق الثقافي والفكري، وصعود نجم ما يسمى بالمواطن العالمي مقابل المواطن الملتزم بثقافة مجتمعه وقيمه وتاريخه. موضحة أن إحصاءات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" تشير إلى أن متوسط قراءة الفرد في المنطقة العربية بلغ 6 دقائق في السنة، أي ما معدله ربع صفحة، مقابل 12 ألف دقيقة في السنة للغرب، أي ما يقرب من 11 كتابا للأميركي و7 للبريطاني.